إسلام سلامة - طريقة أخرى للحياة.. شعر

لعِلمِكِ
أنا بخيرٍ يا حبيبتي
والداءُ الذي أُصِبتُ بهِ
رُغمَ أنَّ أعراضَهُ كُلًَها
كانت تُؤكِّدُ أنَّها حالةٌ
ميؤوسٌ منها
لا علاج لها
وتبعثُ على الشفقةِ المُفرِطَةِ؛
إلا أنني تعايشتُ معهُ
دون أن أُقلِقَ راحتَهُ في جسدي؛
وأقضَّ مضجعَهُ بين خلاياي.
والأطباءُ لم يجدوا
سببًا يؤدِّي إلى ما أنا فيهِ
والتحاليلُ التي نصحوني بإجرائِها
كلُّها جاءت سلبيةَ النتائجِ؛
فاندهشوا.
كما أنَّ قلبِي أظْهَرَ فِي كُلِّ مرَّةٍ
على شاشةِ جهازِ رسمِ القلبِ
أشياءً غريبةً لا تُفَسَّرُ:
-مرَّةً تشكَّلتْ شجرةٌ مقطوعةٌ من جذورِها
بإتقانٍ على الشَاشةِ
لدرجةِ أن التُوتَ الذي تسَاقطَ منها
جَعلَ طبيبةً حديثَةَ التخَرُّجِ
تَتَحَسَّسُ شفتيها بطرفِ لسانِها
كأنَّها تَتذوَّقَهُ.
-ومرَّةً أخرى
سارَ الخَطُّ أفقيًّا
-كمن توقفَ قلبُه عن الخفقانِ-
ثم صَعَدَ فجأةً بشكلٍ رأسيٍّ
يشِيرُ نحو نجمةٍ في السماءِ.
-وفي مرحلةٍ أكَّدَ الجميعُ أنَّها
حرجةٌ للغايةِ
أخَذَ قلبي وكأنَّهُ ينقِّطُ دمَهُ
على الشَّاشةِ
يرسمُ وجهَكِ واضِحًا مثلَ الشمسِ.
وكان كُلَّما تذَبْذَبَ الخطُّ
دالاً علَى أزمَةٍ قلبيةٍ حادةٍ
وهُرِعُوا إليَّ مُضْطَرِبينَ
وجدوني أبتَسِمُ وأنا أُحدِّقُ بعيدًا
وأهذِي بما يُشْبِهُ الشِّعرَ
مُتمتِمًا بينَ الكلماتِ باسمِكِ
وحَالتِي مُسْتَقِرَّةٌ تَمامًا.
لا ضَيْرَ،
لا تَنزَعِجِي يا حبِيبتِي
أنا مُتمَاسِكٌ جِدًّا
وبِداخِلِي ما يكْفِي
لأَحْتَمِلَ حَنينِي إليكِ
كمَرَضٍ مُزمِنٍ،
ولا تَشْخِيصَ لَهُ
فِي أيٍّ مِنْ كُتُبِ الطِّبِّ حتَّى الآن.
.
إسلام سلامة


L’image contient peut-être : 1 personne, ciel et plein air


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى