رزيقة بوسواليم - للدَّجاجة ألبومها الخاص.. شعر

تقولُ أمي :
لا تَنتُفي ريشك كثيرًا
فيسقطُ
ثوب المساء عن ظهر اليوم
ويُعري ساقيك الممتلئتين .
لا تنقري الماء بسرعة
فبعضُ
حبَّاته تهربُ بالحكايا وتسَّربها
من بين أضلع نهرٍ نائمٍ .
للدَّجاجاتِ
تاريخ سلالة مجيدةٍ
وبيوضٌ متوالدة
و ليس للدٍّيك غير صيحة في حنجرة
الصَّباح
نفشًا لعرفه الهزَّاز .
كيف تُدخلي كلمة دجاجةٍ بساتين الشِّعر
وترفعين بها سقف المجاز ؟
الشٍّعر حاراتُ
الكلامِ
حارةُ الطَّيف واللَّون والأصباغ والجنس والشُّعوب والكائنات والحركة والرِّيح والماء والتُّراب
وتلك طبيعتهُ الكونية
معجونةً بماء الكولونيا وعَرقِ السَّماء .
الشِّعر فسيحٌ فسيحٌ
فمن يستطيع تضييق غرائزه ؟
و من له سَحْبَ الخيوط
من أيدي النَّسَّاجين .؟
تقولُ أمِّي
الشِّعر وترتِّل
دواوينهُ المثبتة وشمًا
على صُدور الجبال العارية .
تقولُ أمِّي الشِّعر
وراء منسَجهَا
مع مرودِ كُحلها ،
وتحت داليتها ،
وأبي هناك يقطفُ التِّينات عسلاً
لنا
إلى أن قطفهُ الموت ،
وما انتهىَ
الشِّعر من نسلِ بيتنا الكبير .


رزيقة بوسواليم




43

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى