جبار الكواز - أحزان صائغ الذهب.. شعر

وهو ينثرُ مواعيدَه في الهواءِ
قال:منذُ حزنٍ لم اطرقْ ابوابَ الدينونةِ
كان منزلي النائمُ في الاعالي
ونوافذي التي ادّخرتْ اوهامَ العشاقِ
كتبي التي خانتْها الأرَضَةُ
وخطاي الثقيلةُ ما شحّتْ بوجهها لياليَ العسرِ
واطراسً مياهي في (رزنامة) القتلى
( كلُّ ذلك هواءٌ في شبكٍ)
وقالَ:
لم تقتنصْ نظاراتي بابلَ وهيَ في المخاضِ
ولم تقترحْ سلةَ قُمامةٍ لخطبِ زعماءِ الهواءِ
لم امسحْ دمعتي وانا اكنسُ الرصيفَ باللومِ
وقالَ:
لا تبتئسْ ايّها الترابيُّ
فاكاذيبي مواعيدُ
وذهبي خطىً
واحاديثي غابةٌ
( وانتمُ اعمدةٌُ ملحٍ)
انا قمحُ الارضِ
أدندنُ فترقصُ السحبُ
واركضُ فتجري انهارُ( بصرى)
وانامُ ملتحفاً( بستانَ قريش)
في ذاتِ مطرٍ
وقالَ:
أنا قمحُكم فلا تكنزوهُ بطراً
أنا بابُ ( حطّة) فلا تعلفوها لمفاتيحِ الوهمِ
ولا تشطبوا تاجَها بهواءٍ اسودَ
او برسّامي عصرِ النهضةِ
وقالَ :
أكتبوا عني
حروفا تطلعً منها خيولً خشبٍ
ولجاماتِ حريرٍ وبراذعَ ياقوتٍ وهسهساتِ ظلامٍ وحٌلْي صبايا منتحراتٍ واباريقَ خمرٍ تلمعً عيونُ موتاها في اسفارِ الافعى
أنا الايةُ المنحولةُ بالخوفِ
وأنا قالَ:
خمرتُكم النائمةُ في الشجرِ
فتعالَوا
امسكوا ليلتي من عرفِها
صبوا شكوكَم في مضارعيَ المريضِ
اغسلوا حصانيَ الخشبيَّ بدمائكم
وحاذروا عسسَ السوقِ
ولؤمَ الزوايا
أنا قمحُكم
قالَ:
فمن يدخلُ فردوسيَ بلا خوفٍ؟
ومن يلمُّ شظايا مراياتي؟
ومن يُحصي
طيورَ ذهبٍ/طواويسَ فضةٍ/ يمامَ عاجٍ/ ايائلَ ابنوسٍ/ فراشاتِ لؤلؤٍ/ صبايا عارياتٍ من زبردجٍ / مباخرَ مرجانٍ/ قلائدَ يسرٍ/ وياقوتَ وكهرمانَ؟!
فكّروا في آياتي
واشربوا خمرتيَ النائمةَ في شجرةِ( طوبى)
قولوا لي برجاءٍ
(هيتَ لكَ فنصوصُك خبالٌ
هيتَ لكَ قلائدُك لهبٌ
هيتَ لكَ نايُك ضبابٌ)
وأنا قمحُكم الذي اكلتْه الارضةُ
الذي طلعتْ منه افراسً ظلامٍ
وصراخُ امواتٍ
وازيزُ رصاصٍ
ودخانُ اسارى
أنا
كرسيٌّ لكم ذو عجلاتٍ ذهبيةٍ
عفواً/ فضيةٍ /عفواً /خشبيةٍ /عفواً /مائيةٍ
لا فرقَ
قلبي مريضٌ بتليّفِ احزانِكُم
ميزاني منخذلٌ
مثاقيلي نائمةٌ
واصحابي فرّقهم الموتُ
وما زالوا يرقصونَ فوق أكفانِهم
يملؤونَ حياتي بالخوفِ
وذهبي بالصدءِ
وحواراتي بالشكِّ
اقولُ لكم:
لا وجارَ لديّ سوى فمٍ لاطراسِ خرائطِكم
لا ذهبَ الا النابتَ في مقابرِ حكاياتِكم
لا رقيمَ الا صداحاً مبحوحاً فوقَ جبهةِ داري المحمومِ بتلوِّنِكم
لا خزائنَ عندي
انا مملوءٌ بالظلامِ
غنائي ذهبٌ كذبٌ
ونحيبي صبايا يبلّلنَ اثداءَهن بالذكرى
واعناقَهن بالخوفِ
اقولُ لكم:
دعوا خطواتي تحكي لكم محنةَ الخيمائيينَ الخونةِ
وهي تنسجُ لكم نسلَ ضحايا الاحزانِ
واغنياتِ حروبِ الردّةِ
دعوا صفيَ بابلَ يطاردُ (خمبابا)في معسكراتِ الاسرِ
ركبّوا لساناً ل(اسبيطار) الحكمةِ في حنجرةِ ( هاروت
وماروت)
ذهبُكم كذبٌ
وذهبي لامعٌ في قبورِ عشيقاتِكم وهنَّ يتباهَيْنَ به في القبورِ
خربوا محرابي فما زال يئنُ من شيخوخةِ شتاتِهِ
واثقبوا زوارقَ اعدائي وذكرياتِ محضياتي
وانسوا خزائني المملوءةَ بالنحيبِ
فذا يومُ الدينونةِ
قد أضاعَ مفتاحَه في صرّةِ ضلالِكم
فيا لَعجالته!!
وقبرُه دارسٌ في مياهِ الفراتِ
ويا لَبابلَ!
وبابلُ قيّدتْ كفنَه في الترابِ.
يا لَروحي!
وروحي جبٌّ بلا ذئبٍ او قميصٍ
ويا لَاسراري!
واسرارُ خزائني شرّدَها البدوُ عبرَ الحدودِ
وطاردَها
العجاجُ في البراري
ويا لَلحلةِ!
وهي عوسجةٌ ونخلةٌ وزقاقٌ وقبّةٌ وأذانٌ ودعاءٌ
وهيَ نائمةٌ
وهيَ حالمةٌ
وهيَ يائسةٌ
وانا قمحُكم المقمولُ
ما زلتُ متدثراً بالمعنى
اطرقُ الهواءَ لأقولَ لكم
تعالَوا أنا قمحُكم.
فيالي من سراجِكم الطينيّ.!



L’image contient peut-être : 1 personne

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى