عبد الواحد السويح - فراشة..

فراشةٌ فراشة فراشة
فراشة فراشة
فراشة
فراشة فراشة
الوردةُ فراشةٌ
حبْةُ القمح فراشةٌ
حبْةُ المطر أيضا عند ارتباك الفجر فراشةٌ
نحنُ من نظر إلى الكون بعيون الفراشات
نحن من أحبَّ العصافيرَ آويناها إلى أغصان ملوّنة
(أجنحةُ العصافير أفضلُ بكثيرٍ من عيونهم الّتي لا تستطيعُ رسمَ فراشةٍ ليلاً - في أكتوبر بالتّحديد.)
* كلّ الفراشاتِ ورودٌ لها أجنحةٌ
* كلُّ الفراشاتِ حبّاتُ قمحٍ مدفونةٌ (منذُ أسبوعين تحديدا)
تدّعي الشّمسُ أنّها سيْدةُ الضّوءِ لكنّنا نراها - هناك وليس هنا- قفصًا لأغانٍ سوداء تستدعي أسماعَنا ولا نحزنُ في حضرةِ اللّيلِ (ليلُنا لا يعترفُ بالمفاتيحِ لأنّهُ يكرهُ الأبواب)
النّجمةُ الخضراءُ وهبتُها للنّوافذِ المسجونةِ داخلَ حكاياتِهم.
يعتقدونَ أنَّ السّمكَ لا يعيشُ إلاّ في الماء وأنّ الأغصانَ لا تكونُ إلاّ في الشّجرةِ وأنَّ الحشائشَ النّديّةِ لا تنبتُ في الصحراء رغمَ أنَّ على كلّ ورقة من نعناعنا سمكةً ملوّنةً تسخرُ من لسانِ الشّمسِ الأحمرِ سيّد الرّمالِ.
* من يجهلُ مشاعرَ حلزونٍ عند نزول المطر هو حبّةُ رمل
* من لا تأخذُهُ فراشةٌ من نافذةٍ مغلقةٍ هو حبّةُ رملٍ
تعالوا نستمع للفراشاتِ قليلا، لقد انشغلنا عنها اليومَ فقط حينَ أصابَنا مسٌّ من الأغصانِ
لذعاتُ لسانِها (الشّمس) تصرعُ آذانَهم. لهم الجحيمُ ولنا الأشجارُ
وهل يشتعلُ الجحيمُ من دون أشجارٍ؟ نحنُ جحيمهم، الماءُ فينا لكنّ النّارَ صديقتُنا. قالت لي منذُ قليلٍ (وكنتُ أذرف الفراشاتِ الخضراء وأتكاسلُ كالفجرِ شبقًا) :
-احرقْني
حبّاتُ الرّمالِ مازات تردّدُ أغانيها السّوداءَ وتحلمُ بالرّيحِ كآخر فراشةٍ مازالت تقبّلُ وردتي الّتي هي وجنتي.
شيئين نسيتُ
ذاكرتي والنّسيان.


L’image contient peut-être : ‎‎‎أبو محمود السويح‎‎, assis et intérieur‎

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى