محمد عمار شعابنية - تلك أسْوأُ معزوفةٍ.. شعر

تلك أسْوأُ معزوفةٍ
عندما هيّأتْ لحنَها
لم أحَرّكْ على وقْعها وتَرًا
ثمّ وهي الغريبةُ
لم أقتربْ بدمي من تفاصيلها
قلتُ : لا بُدَّ لي من مُفارقةٍ حُلْوتَيْنْ
أو مفارقةٍ ذات سبْعة أرباع معنى
عسى الرّوحُ إذْ تنتشي تتجلّى
فتُحَلّق بي بين بُعْدَيْن موسيقييْنْ
كلّ بُعدٍ تقاسيم فنّ جديدْ
وارتقاءٌ إلى قمّة الملحمهْ
حين أظمأُ يُمطرني بالنّشيدْ
ويُرَوّض لي فكرةً مُلهِمهْ
أشتهي أنْ أرَاقص فيها قصيدْ
لمْ تُقَلِّمْ أظافرَه العوْلمهْ
لا أراني سوى فيه ، أمضي بعيدْ
كاسِرًا أذْرُعَ اللغة المُبْهمَهْ
علّ شيْخوختي بَعد عُمْرٍ مديدْ
لا تُتَعْتعها ليْلةٌ مُظلِمهْ
كالعقيدِ الذي
خاض ستّين حربًا وحرْبًا تزيدْ
وانْزوى في مَعاشٍ كئيبٍ بلا أوْسمهْ.
قُلتُ هذا ، إذنْ،
وتخيّلتُ ما لم يُحدّثْ به الأصفهانيُّ
عن عُودِ زريابَ أوْ ريشة الموْصلي
فتهيّأَ لي
أنّني صرْتُ أملكُ مزمارَ داوودَ
أوْ هكذا لي بدا
فانحنتْ من دمي رعشةٌ
تتمايلُ بين الأصابع والشّفتيْنْ ..
صرتُ أعزفُ
والصّمتُ يعزفُ
والصّوْت يعزفُ
والقلبُ ينزف
مثل الرّبابة في الليْلِ
والشّمس واقفة فوْق رأسي
على رأسها الطّيرُ تُصْغي إليّ
ربّما حين يأْسَرُها نغَمي
تتدفّق دفْئًا عَلَيّ ..
وانتظرتُ الصّدى ..
كان يخرج من قاعه الحَلَزونّيِ رَجْعٌ
فيأتي خفيتًا بطيئًا
كما تخرج الشّاةُ من جلدها حيّةً
أو كما يتوَجّع بين الأنامل حرْفٌ
تخبّطه العُقْمُ عُريانَ مُضطهَدا
هكذا لي بدا ..


محمد عمار شعابنية


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى