علاء نعيم الغول - فجأة تقف اللغة

ونبدأُ من جديدٍ دائمًا
لا بدَّ من هذا
لأنا في فراغٍ من فراغٍ
هل قرأتَ روايتي وعرفتَ ما تعني
الفراشةُ والسطورُ على الورقْ
ما أضيقَ الدنيا وأعمقَ دورقَ
الماءِ النقيِّ وقاعُ هذي الأرضِ يبتلعُ
الصراخَ ويردمُ الغاياتِ ينتهكُ احتمالاتِ
البقاءِ ويتركُ الريشَ
الضعيفَ على السطوحِ
حبيبتي لكِ ما أقولُ وكلُّ ما في الأمرِ
أنا نستغلُ الوقتَ عن حُبٍّ
وفي أحلامنا أنا معًا أو ربما سيجيىءُ
موعدُنا الأكيدُ
الصمتُ يُفقِدُنا التعايشَ
مع مفاجأةِ النهارِ يصيبُنا بالعجزِ
عن تنسيقِ أوقاتِ المداعبةِ الطويلةِ
كم يراودني الشعورُ بأننا نحتاجُ
تكثيفَ المكاشفةِ التي ستكونُ أفضلَ
بعد نصفِ الليلِ بعد فواتِ فرصةِ
شمعةٍ في أنْ نفيقَ لها
ونبدأُ من جديدٍ عادةً
خوفًا وتأجيلًا للحظاتِ الفتورِ
وحين ينقذنا النعاسُ من التأملِ
ينبغي تدوينُ
ما يجري على بابِ الصباحِ
وبعدَ هذا الدفءِ نحتاجُ انعتاقًا
لا يفرقُ بينَ عاداتٍ وأخرى بينَ رائحةِ
الوسادةِ أو جنونِ المسكِ
نبدأُ من جديدٍ فجأةً
لنصيرَ أجرأَ إننا أولى بهذا الوقت
والليلِ الطويلِ غدًا سنقرأُ ما كتبنا
مرةً أخرى ونشطبُ ما تكررَ أو تقادمَ
هكذا ستحافظُ اللغةُ التي بيني وبينكِ
بعد ذاكَ على التكيفِ
مع ملامحنا ولحظاتِ
العناقِ وما يقالُ كم الحياةُ الآن تسمحُ
بالتراجعِ عن أمورٍ لم تكنْ في البالِ
ما هذا التناقضُ بين وجهِ البحرِ
والغيمِ العتيقِ
وحينَ نبدأُ من جديدٍ
لا يكونُ القلبُ قد تركَ الحياةَ
ولا تكونُ الروحُ قد فقدتْ كثيرًا
من مفاصلها وتربكُنا السماءُ
بأنها فتحتْ شوارعنا لهذا العشبِ
تربكنا البيوتُ
بأنها حوتِ الكثيرَ من الخزفْ
وقد انتهتْ هذي الروايةُ هكذا
وتزاحمتْ كلُّ المداخلِ والطيوفِ
وعدتُ من توِّي إليكِ حبيبتي بيدي
بنفسجةٌ وفي عينيكِ آثارُ الطيورِ
وما تبقى في المدينةِ
من حياةٍ للذينَ سيعرفونَ
كم الذي بين المسافةِ والمسافةِ غالبًا
سيظلُّ فاتحةَ الرواياتِ التي تأتي
وقد تمتْ روايتُنا وطالَ العشبُ
وانفَهَمَ الخزفْ.
الإثنين ٦/٧/٢٠٢٠
رواية العشب والخزفْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى