أحمد رجب شلتوت - قصة ليست قصيرة

أعياني البحث عن سبب يدعو محافظ بورسعيد لللإصرار على إعادة تمثال النصاب ديليسيبس إلى قاعدته في المدخل الشمالي لقناة السويس، فلما لم أجد شغلت نفسي بالتنقل بين قنوات الدش، أوقفني مشهد في "بوابة الحلواني" للرائع دائما محفوظ عبدالرحمن، كان الخديوي إسماعيل يسأل المفتش عن أصل ديليسيبس وترجيحه لكون أم ديليسيبس "بتبيع زبدة في مارسيليا"... عندئذ أرجعت قرار المحافظ إلى ضغوط تمارسها جمعية " أبناء بائعات الزبدة في مارسيليا"، وهي _ ككل الجمعيات الأوروبية _ ذات نفوذ في بلدنا.. لم أستقر كثيرا على هذا الترجيح، فبعد انتهاء حلقة الحلواني انتقلت إلى قناة أخرى، شاهدت "كتيبة الإعدام" لأسامة أنور عكاشة وعاطف الطيب، وباقى أبطال الكتيبة، أشاروا كلهم إلى الأكتع، وهو خائن باع أبطال المقاومة في السويس، وبأموال الخيانة غسل ماضيه وتخلص من اسمه ليصبح رجل الأعمال النافذ "عزام أبوخطوة"، بدأت الامور تتضح تدريجيا أمامي، فمن الطبيعي أن يتذكر أحفاد مختار الكاشف والأكتع أبوخطوة ديليسيبس وينسون 125 ألف من شهداء السخرة. استمرار التنقل بين محطات الدش منحني أسبابا أخرى، فعلى إحدى قنوات ماسبيرو يؤكد رجل منتفخ على حق المحافظ في اتخاذ قراراته، وعلى ماسبيرو زمان يستعيدون سهير الأتربي وحلقة من زماااااااااااااااان جدا تناقش نفس الأمر.. عودة ديليسيبس.. عندئذ تذكرت أن وزير الإعلام ينتمي مثل محافظ بورسعيد لحزب الوفد، فلعل حنين الوفدجية للماضي شطح بهم وألقاهم عند قاعدة التمثال، وبعدها سينفضون تراب الزمن الغابر ويطالبون بعودة الطربوش.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى