سلوى اسماعيل - الحسكة حكاية عشق وسنبلة..

حين غادرت
حملت في جعبتي
دفء القمح
لون الحنطة
في وجوه الأطفال
سقسقة العصافير
وأريج الصنوبر و الكينا
الممتد إلى آخر الحارة
وصرّة من عبق مناقيش الزعتر
مازال صوت الديك
منبه صباحاتي
وصوت بائع الحليب يمر بذاكرتي
كغيمة بيضاء
في الصباح
كل شي في مدينتي يضحك
حتى قطيع الأغنام
المتجه إلى البرية
أبناء القمح
قلوبنا بيضاء ناصعة
كقطن الحسكة
وأغاني الصبايا
في مواسم الحصاد
وهن يركبن الباصات إلى الحقل
لجني القطن وقبلة من عاشق
مدينتي السمراء
لاتعرف النوم
صيفها سهر حتى ساعات الفجر
ودلاء قهوة وعتابا وموليّا
وصنّارات الصيد
المترامية على خاصرة الخابور
كل شيء يتدفق بعذوبة
حين يكون القلب
رغيفاً شهياً
من تنور جزيرة الكرم والجود
بنات مدينتي
كفوف مخضبّة بحنّاء الحصاد
سنابل عشق القرية
هبرية تغازل جدائل الشمس
دفء سوالف الحارة
ماء البير الفرات
شتلات ريحان على شرفات الليل
وعتبة باب لايغلق
الحسكة مدينة الجود والكرم
الفسيفساء النقي في لوحة الوطن
الجوع ..الوباء...العطش
وسيلة الأوغاد
لمحاربة نقاوة قمحك
هل تموت العتابا وسوالف الأرض عطشاً
وخائن باع شرفه يرقص طرباً.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى