أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا: لا فرق بين خليلي أو نابلسي أو مقدسي أو تكرمي وكلنا في الهوى " كورونا" (١٨)

في أخبار الصباح من " أجيال " خبر عن وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية الدكتورة مي كيلة تعلن فيه أن الكورونا وباء يعم مدن الضفة الغربية كلها . وهكذا لا فرق بين خليلي أو نابلسي أو مقدسي أو تكرمي وكلنا في الهوى " كورونا".
تلا الخبر الذي عزي إلى الوزيرة خبر آخر نصه " لا أعراس في صيف هذا العام " ، وخبر ثان مصدره ألمانيا مفاده أن فايروس كورونا يصيب القلب أيضا ، والقلب من الحامض لاوي ، يقول مثلنا فكيف إذا أصيب بالكورونا؟
أمس لم أخرج من البيت ، وعندما سألت ابن أخي Musab Al-Osta عما شاهده في المدينة في أثناء وجوده فيها أخبرني أنه خلال ساعتين لم يبع إلا بعشرين شيكلا لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تكفي ثمنا للبنزين الذي استهلكه وربطة خبز وكيلو بطاطا ، هذا إذا غضضنا النظر عن أجرة المحل وثمن القهوة نفسها.
كما لو أننا نحيا الحياة في زمن الاشتراكية يوم دحرها الإمبريالية ؛ عمل قليل واستمتاع وفير بالوقت يصرفه الناس في القراءة وتذوق الموسيقى وتبادل الخبرات والمعارف ، ولا مظاهر حياة برجوازية ، فلا استهلاك ولا بذخ ولا بيع لوحات فنية بمبالغ خيالية ولا تلويث للبيئة بحرق السولار والبنزين ، ولا ضجيج ولا أصوات طائرات إسرائيلية ولا أزمة جسور بين الضفة الغربية والضفة الشرقية / الأردن.
بعد قليل تبدأ احتفالات الطلبة الناجحين بنتائج امتحان التوجيهي ولا حزن على ثلاثة موتى في الخليل ماتوا أمس بالكورونا ، فالناجحون بالآلاف . وبعد قليل تتأكد الحكومة من أن الشكوى من قلة ما في اليد هو تشاك ، وإلا فمن أين للطلبة وأهلهم مئات الآلاف من الشواكل ثمنا للمفرقعات؟!
صارت الأمور جدية . هذا ما فهمته من تصريح وزيرة الصحة مي كيلة .
صباح الخير
خربشات
١١ تموز ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى