علجية عيش - الطاقة الإغترابية برنامج إيديولوجي لحفظ الهوية

تبنته بعض الدول العربية و وضعت له خارطة طريق

الطاقة الإغترابية هو مشروع تبنته بعض الدول العربية و هو يتكفل بالجالية بالخارج من أجل الحفاظ على الهوية أو استعادتها، يقول خبراء أن وضع مشروع كهذا من شأنه أن يوقظ في الجالية "النوستالجية" إلى الوطن، و لذا وجب
أن تكون هذه الأخيرة بديلا سياسيا جذابا و أداة فعّالة في مجال التواصل، باعتبارها المحرك الأساسي للحنين إلى الوطن و آلية دفاع عن الماضي والذاكرة الجماعية
ليس كل من هو مغترب اضطرته الظروف الإجتماعية و الإقتصادية إلى الهجرة كالبطالة، فالبعض منهم آثرته حياة الغرب فراح يبحث عن فضاء أكثر حرية بعيدا عن التقاليد و العادات، و منهم من سافر للتعليم و التخصص لكنه فضل البقاء، و تزوج من أجنبيات، انصهر في مجتمع لا يتفق معه دينا و أخلاقا، و أصبح أكثر ارتباطا بالحياة الجديدة و لم يفكر يوما في العودة إلى أسرته التي تربته و علمته، و كذلك الدولة التي تابعته و رافقته إلى أن تحصل على الشهادة العلمية، و لولا الجامعة لما تحصل على البعثة العلمية، بل يلجأ أحيانا إلى تغيير اسمه و جنسيته، و فئة أخرى منعت من العودة لأسباب سياسية أو جرائم ارتكبوها في حق الوطن و هم من يسمونهم بالمنفيين، لهذه الأسباب وضعت بعض الدول العربية مشروع "الطاقة الإغترابية" و هذا المشروع يهدف إلى وضع حد للتهجير و النزوح، و منع الهيمنة و التسلط و الفكر الأحادي و العيش ضمن خصوصية كل واحد مهما اختلفت اللغات و الثقافات ، و استعادة الجالية بالخارج هويتها التي فقدتها، يكون ذلك عن طريق محاربة الفساد و بناء إدارة سليمة و حكم صالح يحاسب و يحاكم، و من ثمّ الوقوف ضد كل من ينهش بنية الدولة، في زمن يعصف فيه الطمع بثروات الآخرين، و تتولى هذا المشروع ما يسمى بـ: الدبلوماسية الإغترابية، تتكفل هذه الأخيرة بمتابعة كل المشاريع خاصة في المجال الإقتصادي أو ما يسمى بالإستثمار الإغترابي، و هذا لتشجيع الجالية على خدمة بلدها، و قد تبنت عدة دول كلبنان مشروع الطاقة الإغترابية و أنشأت له صندوق سمته صندوق المغترب، و في كل سنة تعقد له مؤتمر سمته بـ: " مؤتمر الشتات".
و قد وجب على الجزائر مثلا أن تتبنى هذا المشروع، و تعقد مؤتمر الجالية، تسلط فيه الضوء على ظروف الجالية الجزائرية في الخارج، و لماذا يفضل البعض البقاء في المهجر بعيدا عن أوطانهم، و كذلك تعريف الجيل الذي ولد في المهجر و لا يملك أدنى فكرة عن ثقافة بلاده الأصلي، أو تمكين "المنفيين" من العودة إلى ديارهم، في إطار "المصالحة"، يقول خبراء أن وضع مشروع كهذا من شأنه أن يوقظ في الجالية "النوستالجية" إلى الوطن، و أن تكون هذه الأخيرة بديلا سياسيا جذابا و أداة فعّالة في مجال التواصل ، باعتبارها آلية دفاع Defense Mechanism عن الماضي، و كلمة "نوستالجيا" تحمل في أصلها اليوناني معنيين: "العودة إلى الوطن" بعد طول غياب، والألم الذي يسببه هذا الغياب، في ظل ارتفاع عدد الجاليات الجزائرية بالخارج، خاصة و أن العدد حسب التقارير مرشح للزيادة في غضون العشر سنوات القادمة، و كان بشير مصيطفى كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصاء ، إن حجم الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا يقدر بــ: ـ13.5 بالمائة من إجمالي عدد السكان بالجزائر، وهي نسبة مرشحة للارتفاع بمعدل 09 مليون نسمة في آفاق 2030، و حذر من مخاطر التشتت وغياب المرافقة وضعف مؤشر التماسك الثقافي لدى الجيل الناشئ في أوروبا، كما دعا إلى وضع دراسة سوسيو-اقتصادية- استشرافية، للتكفل بالأسئلة التي تطرحها الجالية .
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى