د. عادل الأسطة - الست كورونا : احتفالات نتائج التوجيهية وموجة جديدة من الكورونا (١٩)

احتفل سكان نابلس ، ممن نجح أبناؤهم في امتحان الثانوية العامة ، فأطلقوا النار وفجروا المفرقعات من الصباح حتى الثانية عشرة مساء وزغردي يا انشراح.
إن قلت إن الأجواء كانت أشبه بأجواء جبهة مشتعلة فقد أبالغ ، ذلك أنني لم أشارك ذات يوم في معركة ، والمعسكر الوحيد الذي عشت فيه أسبوعا هو معسكر خو الصحراوي الأردني ، وهناك مثلت مرة دور حارس ليلي وأطلقت خمس رصاصات من بندقية M16 والحمد لله أنني لم أصب بأذى ، فإحدى الرصاصات لامست وجه الأرض وكادت تعود إلى وجهي.
قوات الأمن الوطني الفلسطيني لم تشدد أمس على حركة المواطنين بالتنقل ، فقد سمحت لهم بالاحتفال وتناقل التبريكات والتهاني ، واستطعت الدخول إلى وسط المدينة بلا سؤال وبلا تبيان سبب ، وكثيرون لصدقهم ينتحلون الأعذار حتى يسمح لهم بالدخول ، فيتمارضون ويدعون أنهم ذاهبون إلى المشفى ، والمشافي كلها في غرب المدينة ، ولا مشفى واحد في شرقها ، و ( تلك قسمة ضيزى).
الدكتور Abdelrahman Barqawi حول إلي رابطا لمقال يذهب كاتبه فيه إلى أن سكان الضفة الغربية اشتروا مفرقعات من المستوطنات الإسرائيلية بقيمة ٢٥ مليون شيكل و " لا حدا حوش " ورزق المستوطنين على الفلسطينيين ، كما رزق الهبل على المجانين ، واليهود ليسوا هبلا ، وأما نحن فأذكياء وشطار لأننا أدخلنا الرعب في قلوبنا ، لا في قلوب الأعداء.
أحد المسؤولين صرح بأننا مقبلون على مرحلة جديدة من الكورونا بسبب الاحتفالات والتهاني والتبريكات والتقبيل والتسليم وأكل الحلوى وكثرة التقوى وسيادة الروح الجماعية في إشهار الاحتفالات والالتفات إلى المظاهر الشكلية.
أمس اكتشفت حالات إصابة في مخيم الجلزون والمخيمات أكثر من غيرها ، والسوق الشرقي في المدينة كذلك ، مهيأة لانتشار الفايروس .
لا وصفات شعبية جديدة ، والشريط الذي شاهدته أمس عن الكورونا شريط يوصي فيه الطبيب المواطنين بالحرص الشخصي كلبس الكمامة ونظافة الأيدي و " خليك بالبيت " قدر الإمكان.
ثمة شريط آخر قديم على قدر من الطرافة يظهر فيه مواطنون من شرق آسيا يمثلون ، ويتظاهرون بالهبل والكساح ، حين يسمعون زامور خطر تطلقه سيارة تبحث عن متجاوزي الحظر الذي فرضته سلطات بلادهم . التظاهر هو حل وفي بيئة إسلامية محافظة يمكن أن تفعل ما تريد إذا ما ذهبت إلى الجامع ، أو إذا ما ارتدت المرأة الجلباب . هل تفرق الست كورونا بين المتبرجة ولابسة الجلباب؟
صباح الخير
خربشات
١٢ تموز ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى