مريم الأحمد - لم يكن في بيتي بطيخة..

لم يكن في بيتي بطيخة..
و لم يقطع زوجي رأس القط
بعد العرس.
لم تتوحم أمي على بنت بيضاء كالثلج.. خدودها حمراء كدم الذبيحة..
عيونها سوداء كجانح خفاش..
فجئت صفراوية.. على شكل بطيخة..
كان لقبي.. بطيخة..
و لقب البنات في الحارة.. بطاطا..
وقت الركض.. كانت الفتيات أرشق ..
وقت الجوع كنّ أشهى...
..
على نافذة المطبخ..
طائر أخضر..
قال لي... تعالي معي..
نشرب الفجر بارداً..
تعالي معي..
اتركي دفاترك.. على نافذة المدرسة...
سأدلّكِ على منبع الشمس..
رحتُ وراءه..
تركت دفتري مفتوحاً..
و صرتُ طائراً.. أبيض..
لم تعرفني أمي..
صرتُ قمراَ أحمر..
لم يعرفني أبي..
..
صرتُ قطاً...
قطع الزوج الشرس
رأسي في ليلة العرس..
زوجته الصغيرة الجميلة..
بلعت لسانها.. خوفاً..
و أمضت عمرها خرساء..
أتراها عرفتني؟
...
..
مريم...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى