جمال نصر الله - شيوخ الإسلام.. والاقتراب من الآثام

عندما تشاهد شيخا من شيوخ الفتاوى في العالم العربي في مسألة ما. تُعجب به أيما إعجاب..وتحاول قدر المستطاع أن تتبع محاضراته ومداخلاته وحتى تسجيلها في بعض المرات قصد الاستفادة منها..وأنت في هذه الحالة لم تكن تنتظر بدا وفي لحظة من اللحظات أن يطلع عليك أمر طارىء بشأنه..يتعلق بتناقضاته الشاقولية خاصة في مسألة التحريم والتحليل أوالهجاء ثم المدح والعكس صحيحا...وزيادة على الكثير من هؤلاء تجد بعض أئمة مصر والسعودية يذهب به التفكير إلى اعطاء أو قل ابراز أساطير وحكايات تاريخية عبارة عن بطولات السلف..وكم تكون مصدوما إذ أنت وعقلك لا يقبلان بوقائعها المسردة والقصصية. كالحديث عن بعض المعجزات التي حصلت وكأن بالذين سبقونا كانوا يعيشون في كواكب أخرى؟ا وأكيد أن محبي ومتتبعي الشيخ محمد العريفي سعودي الموطن..صُدموا مؤخرا من آخر خرجة له تتعلق بإجازة الغناء والطرب ضمن حفل خالد عبد الرحمن حضره شخصيا ثم صعد على المنبر وهو يقول بأنه باق حتى الصبح ثم يعرج على أن الصوت الحسن نعمة من نعم الله .وهذا بعد أن كانت له محاضرة قبل ثلاثة سنوات يقولا فيها بالحرف الواحد(إن الغناء ثُبت بالأحاديث الصحاح عن أنه مُحرم) زيادة إلى أنه كان يقول بشأن الأحزاب السياسية في السعودية عليها أن تثور ضد المنكر وألا تسكت أبدا .ثم بعد مدة يقول بأنه على الجميع أن يتحدوا في صف واحد من أجل المصلحة العامة والاستقرار.مستشهدا بقصة أيوب عليه السلام..حالة أخرى كان يقول بالدعوة لدولة الخلافة ونحن ننتظرها بشغف حاد .ثم في حوار تلفزيوني ينكر بأنه تلفظ بذلك... حادثة أخرى وهي حين خطب في محافظة حلب وقال( اللهم إني أسألك أن تحفظ بلاد الشام . هذه الأرض المباركة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في ثلاث آيات في القرآن) بعدها في خطبة أخرى يقول في السعودية( لم يعرف التاريخ العربي بشاعة مثل بشاعة هذا النظام السياسي ولم يخن العروبة والإسلام إلا هو ( في إشارة للرئيس بشار الأسد) ونحن هنا لا نستطيع إحصاء عشرات التناقضات الصارخة والتي أكيد سوف تصيبك بالدهشة حتى لا نقول بالغثيان أو لقدر الله الكفر بهؤلاء الشيوخ الذين لا يبتغون العيش بمبادئ ومواقف ثابتة...وأكيد أنه سُمح من قبل لأي متتبع أن يلحظ العديد من الشيوخ وليس العريفي وحده بل حتى عائض القرني الذي مدح الرئيس السابق رحمه الله صدام حسين في قصيدة ثم بعد سقوطه أنكر ذلك.وحادثة سرقته لكتاب كامل لسيدة تدعى سلوى العضيدان...وقبلها قال أمام رئيس اليمن المرحوم علي عبد الله صالح بأننا التمسنا فيك الصدق والثقة ..وكذلك كنت على نهج الصحابة ...وبعد محاولة اغتياله راح يقرأ



قصيدة ويضحك..عنوانها ( صالح أحرق وجهه بالنار) ؟ا وكذلك محمد حسان الذي صرح أيام انتفاضة الشارع المصري بأنه خرج هو وأولاده لميدان التحرير ذاكرا بأنها ثورة للكرامة والعدالة....لكن هذا الموقف لم يثبت أو يقف على رجليه..حتى جاء نظام السيسي...تخيلوا ما لذي قاله هذا الشيخ( نعم .... إن سقطت هذه الدولة فلا تأمن على نفسك ..لأنه سينهار اقتصادها..ولن تقوم لها قائمة إلا إذا أوقفت الاحتجاجات والاعتصامات الفئوية )ناهيك عن تناقضاته في نقل بعض الأحاديث والقول بعكسها فيما بعد .أما المدعو عمرو خالد فحدث ولا حرج...فقد وصفه الجميع بكبيرهم الذي علمهم السحر بشأن تملقه ومهادنته لكل ما هو حاضر ؟ا والإضافات التي يخترعها من رأسه لأجل تحسين مآثر البعض من السلف دون أن تجد لها أثر في كتب التراث والسيرة.وأخير نقف عند حادثة أخرى وهي موضوع إجازة قيادة السيارة للمرأة في السعودية ...فجميع الشيوخ كانوا يحرمون ذلك بحجة أن المرأة ستصاب بالعقم إن فعلت ذلك لأن المبيض سيُتلف وهذا ما لم يُثبت علميا ؟ا لكن بعد أن أصدر الملك سلمان قرارا بالسماح للمرأة بقيادة السيارة نشر الأمين العام لكبار العلماء والمشايخ فهد الماجد بيانا يقول فيه بأن ذلك يتطابق مع الشريعة...السؤال المحرج والمُلِح علينا جميعا هنا وفي محاولة منا لوضع تصريحات هؤلاء تحت المجهر..أيعلمون بأن العصر هذا المليء بأحدث التقنيات ومواقع التسجيل والتواصل قد كشف عنهم حتى ظنونهم؟ا وأن الجميع اليوم يتابع كل صغيرة وكبيرة ...ورغم ذلك لا يقرون بأخطائهم..حين يواجههم أي محاور..بل يتهربون ويخلقون حجة أخرى أو قل فتوى جديدة تقول بأنه لكل فترة وحقبة قولا ما....معلنين بأنه لا توجد فتاوى مطلقة بل مؤقتة.وحسبما تقتضيه المرحلة ..وهذا هو خيارهم للنجاة حتى لا ينكرون ما قالوه سابقا ثم رفضوه اليوم .. والغريب أن هذه المسائل تتعلق بشؤون الحياة...فلو مثلا تعلق الأمر بمسائل سياسية ربما جازت المتغيرات ..لكن للأسف.كما أشرنا الأمور تتعلق بحياة البشر وعقيدتهم .وهذا يدل بشكل صريح عن أنهم يخاطبون الناس هكذا جزافا دون الأخذ بعين الاعتبار الدقة والترجيح العقلي..وكل ذلك حسب العديد من الأراء صار وأصبح تملقا وتزلفا للسلاطين والأمراء الذين غالبا ما يكرمونهم ويغدقون عليهم بالهدايا والمناصب... فهم يفضلون مزايا الدنيا وتتأرجح آرائهم دائما بين موجب وسالب حينما تحضر مواضيع الدين والشرع ..... فحتى السديس هنأ ترامب أثناء زيارته هو وابنته وقال إن أمريكا والسعودية هما قطبا العالم في نشر السلام والأمن العالمين.. .فيا سبحان الله ؟ا

شاعر وصحفي جزائري*

[email protected]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى