نبيلة الوزاني - للحكاية... بقيّة

يضجُّ نايُ صدري حزنا
إذ أحسَ بأنفاسك
تعانق هواءً يميلُ عن عطري...
ألمحُ ظلّكَ يتلبّس النُّزوحَ
عن ضوئيَ الأنيس
أيا متأبّطَ الغروب
أمُودِّعٌ أنت حقّاً؟
وراحلٌ بغبطةِ طفلٍ
من ورقٍ مُقَوّى ...يمتطي وهماً !
لمن تدع قيثارة قلبي
إن لم تُربِّتْ عليها أناملُ قلبك ؟
........
كتبتكَ قصيدةً
على كُفوف الشمس وأهداب الفجر
كيف سيُورفُ فيها النّدى
دون عبق حسّك؟
لمن أخضّبُ جدائلي
بحنّاء الروح؟...
توجعني نكهتي
التي ستلفظها
من بين أشيائك
وخزانةُ زماني مكتظة بقهوتك
ماذا أقول لفنجان الصباح
إذا اعتراه برد الشتاء
ومدفأتي غادرها زنادُ دفئك؟
داخلي يتأجج طعم المرارة
بقهقهة امرأة لا تشبهني
وأنثى تتقوّى لكيْ تحبَّك أكثر
أوْصاها الوفاءُ بكَ لطفاَ
........
الخريف أوراقّ متشعّبة الحكايا
جَسورُ الأصابع
والعمرُ ورقةٌ مُهمَلَةُ الرحيق
تَمضغها النهايةُ
بشراهة الرمل لقطرة ماء....
وداعا تقولها عيناك
وتلتحف عباءةَ الرحيل
ما عادت الحنايا طوْعَ ثقْلِه
آخرُ لؤلؤةٍ سبَرتْها مهجتي
فرحا بميلاد نجمكَ كانتْ....
من أين آتي ببحر دمعٍ
يرثي فداحةَ أرَقي ؟
........
على أراجيح الأمنيات
شفاهُ النبض
تتلو سُوَرَ الحنين
امنح لفصولي بهجة الربيع
لتتعفّر أمكنتي بطلْع المواعيد
جرّبْ طيَّ مدى الصمت
وحدودَ الكبرياء
طالما الغمام يكتنفه الودْق ...
(الغرور مهربُ
مَن يحاول مَسْكَ قبعة الريح)
كم كان حصادُ غربال طيشك؟
........
ذات الفصل يتكرّر
في روايتك العقيمة
كما أسطوانة مثقوبة الصدى
لك أن تدّعيَ الغيابَ
كشفقٍ يتخفَّى خلف رداء الليل
ولي أن أعتنقَ كينونتي
منك لن أنسحب
لن تندملَ في ثناياك
حُمّى حبّي القرمزيّ ...
في طريق لجوئك
إلى دولة حناني
ألفَ وثيقة اعتمادٍ
سيقدّمها ندمُك ....
الحكايةُ ما تزال بيننا
أبعد من حديثٍ طارئِ الصُّدَف
وأقرب من سرعة الضّوء.
،،،
نبيلة الوزاني
29 / 10 / 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى