غياث المرزوق - وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ مِنْ حُلُمٍ يَشِبُّ عَنْ طَوْقِهِ -1- «اَلتَّحَدِّي»

اَلْجِسْمُ مُسْتَعْبَدٌ، وَلٰكِنَّ العَقْلَ حُرٌّ يُحَلِّقُ
/... فِي السَّمَاءْ،
وَٱلْعَبْدُ الزَّرِيُّ الدَّنِيُّ عَبْـدٌ فِي الاِثْنَيْنِ،
سَـوَاءً بِسَـوَاءْ!
سوفوكليس


(1)

/... قَالَ لَهَا:
«إِنَّ العُقُولَ، أَيًّا كَانَ ذَكَاؤُهَا،
لا تَرْتَاحُ وَلا تَسْتَكِنُّ إِلاَّ فِي التَّحَدِّي.
وَهٰأَنَذَا لا أَسْتَشِفُّ فِي سَرَائِرِ النَّاسِ،
/... أَيْنَمَا وَلَّيْتُ وَجْهِي،
وَهٰأَنَذَا لا أَسْتَشِفُّ إِلاَّ نُزُوعًا خَفِيًّا
نَحْوَ التَّحَارُبِ، لا نَحْوَ التَّقَارُبِ».

/... قَالَتْ لَهُ:
«لَكَ أَنْ تَقْبَلَ هٰذَا التَّحَدِّي،
/... إِذَنْ،
لَكَ أَنْ تَقْبَلَهُ لِكَيْ تَسْتَمْرِئَ الشُّعُورَ
بِنَشْوَةِ النَّصْرِ،
وَلِكَيْمَا تَحْيَا الحَيَاةَ بِأَسْمَى مَعَانِيهَا.
اُنْظُرْ إِلى تِلْكَ الشَّمْعَةِ اليَتِيمَةِ:
/... اُنْظُرْ
كَيْفَ أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَحَدَّى
ٱلْظَّلامَ،
وَكَيْفَ أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُحَدِّدَهُ،
كَذٰلِكَ!».

***

/... لَمْ أَرْتَقِبْ أَحَدًا،
وَلَمْ أَسْمَعْ بِصَوْتٍ يَصْطَفِي
/... جَسَدًا
فَتَحْمِلُهُ الزُّنُودُ
حَتَّامَ تَسْحَمُّ الرِّمَالُ إِزَاءَ مَحْرَقَةٍ؟
– وَمَغْرَقَةٍ؟
– وَمَهْرَقَةٍ؟
فَلا شَيْءٌ تُشَيِّئُهُ المَشِيئَةُ، بَادِئًا
/... أَبَدًا،
وَلا فَيْءٌ تُسَيِّرُهُ المَسِيرَةُ،
أَوْ تُحَدِّدُهُ الحُدُودُ

***

/... لَمْ أَرْتَقِبْ أَحَدًا،
وَلَمْ أَلْحَظْ بَتَاتًا، فِي الرَّدَى،
/... كَمَدًا
وَهَا، قَلَقٌ
يُعَاوِدُنِي كَعَادَتِهِ القَدِيمَهْ
/... أَرَقٌ
يُرَاوِدُنِي، كَمَا الزَّلْخَاءِ،
عَنْ نَفْسِــي،
وَعَنْ يَأْسِي،
وَعَنْ أَيْسِي،
/...
وَهَا، فَلَقٌ
يُنَاهِدُنِي بِنَهْدَتِهِ الأَثِيمَهْ

***

/... حَدَّقْتُ
فِي بَوْحِ المَدَى أَمَدًا،
لِيَتَّضِحَ الشَّتَاتُ قَصِيدَةً
/... وَصَدًى
وَيَتَّضِحَ الصُّدُودُ

***

واشنطن،
آذار (مارس) 2006

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى