أنمار مردان - مذُ أولِ شجرةٍ نطقت عمرَها فحمًا

مذُ أولِ شجرةٍ نطقت عمرَها فحمًا
وأنتِ تتسكعين في رأسي بعنايةٍ
وتكسين وجهي بلحظةٍ من ملامحِكِ .
وحين أرسمُكِ
اقسمُ المحيطَ إلى جزئين عاطلين عن العملِ
واشطبُهُ من الخارطةِ
وأتسارعُ في دقاتِ قلبي مثل طفلٍ يركضُ
ثم أبتلعُ ضحكتَكِ من اللوحةِ .
وحين تقفين مثل أقوامِ الجزرِ الشرقيةِ
احسبُ إنكساراتي إليكِ بفمِ الشمسِ وأُصبحُ رهنَ الاشارةِ .
أريدُ أن اكتشفَ أشياءً غريبةً تثيرُ الدهشةَ
مثلًا
تسريحةُ شعرِكِ المنطويةِ على الخليجِ
عطورُكِ المتناثرةِ على الجدرانِ
جدائلُ المطرِ المتساقطِ على ظلكِ وأنتِ ترقصين
وكيف خرجتي من ظهرِ أبيكِ
لا عجبَ من ذلك
فهو يحيي العظامَ وهي رميمُ .
اريدُ أن أبتكرَ أيضا
أقيسُ خطوتَكِ على مقياسِ ريختر
لأنتشلَ ضياعي المتشظي في زلزالِكِ
وأتخبطَ عبثًا وأنتِ نائمةٌ
لأسرقَ طفولتَكِ من مسعاها
عسى أن اطبقَ الناياتِ قبلَ وقوعِها
ولكنني اكتشفُكِ ممنوعةٌ من الصرفِ
فالرياحُ يا هذه
دائما
لا تأتي بما تشتهي المحن ُ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى