كرة القدم - سعيد محمود - براسكوس اليوناني المتمصر الذي حرس مرمى مصر في أول بطولة أفريقية

بدأت في الاهتمام بكرة القدم وتشجيع فرقها في العاشرة من عمري. وحرصت منذ البداية على حفظ أسماء اللاعبين التي كانت تتردد أمامي، والفرق التي يلعبون بها. من الأسماء التي كنت اسمعها باستمرار اسم " براسكوس" كان الاسم يبدو غريبا على أذني، ولكني عرفت أنه حارس مرمى يوناني الأصل من مواليد بورسعيد وكان يلعب في نادي أوليمبي القناة نادي هيئة قناة السويس وصعد به من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى. شيئا فشيئا اختفى اسم براسكوس من التداول حتى نسيته تماما كما نساه الكثيرون من عشاق الكرة المصرية القدامى من هم في مثل سني’ ولكني قرأت مؤخرا تحقيقاً عن براسكوس في بوابة أخبار اليوم من إعداد الصحفي عمر البانوبي الذي استقى معلوماته عن براسكوس من الكابتن طه الطوخي مدرب المنتخب القومي الأسبق، ومن اللاعب حسن أمين لاعب بورفؤاد الذي عاصر براسكوس في الملاعب من خلال ذلك التقرير عرفت المزيد من المعلومات عن براسكوس منها أنه حرس مرمى المنتخب المصري في البطولة الأفريقية الأولى التي اقيمت في الخرطوم عام 1957 وفازت بها مصر. وأنه ولد في بورسعيد عندما كان يعيش بها الكثير من الأجانب لأب وأم يونانين و حصل على الجنسية المصرية ، وأنه قبل المشاركة في البطولة الأفريقية الأولى، كان قد حرس مرمى مصر في دورتي البحر الأبيض المتوسط اللتين أقيمتا عام 1954 و1956 كما ساهم في فوز مصر على إيطاليا وفرنسا في مبارتين وديتين.وكان عادل هيكل حارس الأهلي الشهير يلعب احتياطيا له في تلك الدورات. في منتصف الستينيات هاجر براسكوس إلى استراليا وعاش بها لعدة سنوات، وانجب ابنته ماريا هناك، ثم عاد إلى بلده الأصلي اليونان وعمل في التجارة ولم تنقطع صلاته بمصر والمصريين خلال تلك الفترة . وفي اليونان انجب ابنه الذي تزوج من ابنه أحد نجوم الكرة البورسعيدية. وكان عادل هيكل حريصا على التواصل الدائم مع براسكوس، وقام بدعوته لزيارة مصر مرتين وفي المرة الأخيرة التي كانت في منتصف التسعينيات قام بتكريمه داخل حديقة النادي الأهلي بحضور كوكبة من نجوم الأهلي والزمالك الذين عاصروه في الملاعب. كانت تلك الزيارة هي الزيارة الأخيرة لبراسكوس لمصر حيث استقر في اليونان ممارساً للتجارة وفي بعض الأحيان دخل في شراكه مع مصريين وفي السنوات الأخيرة من حياته توفى ابنه مما اصابه بحالة من الاكتئاب، فهجر التجارة وزهد في كل شيء حتى توفاه الله.

الصورة لمنتخب مصر الفائز بالبطولة الأفريقية الأولى في الخرطوم عام 1957 ويبدو في الصورة براسكوس جالسا على الأرض ( على ما يبدو أن هذه هي الطريقة التي كانت تلتقط بها الصور في ذلك الوقت وذلك لإتاحة الفرصة للظهور لمن يقفون في الصف الثاني والثالث).