نزار حسين راشد - بطاقة معايدة

يرون ضحكتي
فيقولون:
أنت مفرطٌ في التفاؤل
هل صحيحٌ أننا لم نعد
نضحك للدعابات
ولم تعد تسعدنا
الورود ولا الكلمات؟
هل صخيحٌ أنّ العيد
فيما مضى
كان أجمل؟
ام على قلوبنا غشاوة
البستها لها الحادثات؟
ماذا نقول حين نتلاقى إذن
وما أشحّ اللقاءات!
دعوني لنفسي إذن
أغالبُ أيّامي العابثات
لعلي إذا كانت لي الغلبة
أدلُّكم على دربٍ
أو ارشدكم إلى وصفةٍ
تُبدّدُ أفكاركم القاتمات
ربما تكونون على حّقٍّ
فقد كان لنا نصف وطن
ونصف صديق
وأخاً غير شقيق
ولكنّه محبٌّ ودود
وكتفٌ يسندنا
وقت ضيق
والآن لم يبق من
ذلك شيءٌ
وأنا مثلكم
ضائعٌ بعرض هذي الطريق
فإن تشاركوني الحزن والهمّ
فذاك شعورّ رقيق
وماذا إذا عطّشوا مصر
وشرّدوا حمائم الشام
وعصافير اليمن
عن قرى كانت آمنة
يجيئها رزقها رغداً!
وضيقوا فلسطين على أهلها
ولم تجد لبنان رغيفاً
ولا كعكة ً تلهي بها يد طفلة
ولا حفنةً من دقيق
أقول لكم:
أجمل ما في العيد
هذا التراحم
وقلبٌ يشاطر قلباً
وكفٌّ تصافح كفّا
فمن بعض رحمته سبحانه تدّفق
كُلّ هذا الحنان العميق
فلا تحزنوا
فسوف يهمي المطر
وسوف يجري النّهر
وسوف يخضرّ زرعٌ
وينهلُّ ضرع
فلا تقنطوا من رحمة الله
فإنه ليس ييأس
منها كما تعلمون
إلا أولئك الذي
أصبحوا بها كافرين
فلا تنصبوا حاجزاً من الشكّ
بينكم وبين برد اليقين
فالعيد بالرّوح المضيئة للغد
لا بالبكاء على ما ضاع
ولا بالتحسُّر المستكين
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى