محمد عبدالعزيز أحمد ( محمد ود عزوز) - من خلف نوافذ الرب

من خلف نوافذ الرب ، حين اغلقها لينام القيلولة الكبرى
ويستيقظوا براغيث الليل ، يأنُ في أذن الصبية بالمدفع ، والموت
و يمزقوا اشرعة الاحلام
لتُجهض
مسمومة بحليباً لم يتكون ابيضه
مشنوقة بحبال مشيمة
تلتف علينا كما الاقدار
وخرجنا
نحو خرابات المدن المتهمة بسوء الاخلاق
تفترش الساحات الكبرى
مشانق للعشاق ، ولأبناء الكادحين ، ولصغار الشعراء
حين يطوفوا خفية ، يطرقوا ابواب بطون الجوعى
تعتقلهم اجهزة الامن بتهمة " افراط البكاء "
تقتلهم قنوات السلطة
تعلنهم
دجالين
تصلبهم احلاماً باعت شاربها لمقص السلطة
وخانتهم
تحرقهم حبيباتهم
حين يموت مذاق القُبلة ، وتشتعل الافواه
برائحة الدم الطازج
ورائحة العرق المتعفن ، النازف من اِبط الجلاد
وخرجنا الى الطرقات
بملابسنا مهترئة الجرح ، مكشوفة حقيقتنا الموبوءة
نرفع ايادينا الألف
اصبعنا نمده نحو عيون الجلاد
يرتد الاصبع
نحو مؤخرة احلامنا ، نشهق
نتألم
نعتاد الاصبع في الجلسة المسمومة وننساه
ونمد الزهرة للطفلة المقتولة عيونها بالجوع
ترتجف الطفلة
تتمزق اجفان الزهرة
تنكسر الكلمات وتسقط ، تحت اطارات الاحرف
تشتعل الطرق المبتلة ، بالدم الاصفر ، واوراق الاشجار
ورائحة القطط الشبقة
لكن ينقصها
" الركن الأمن "
ونعود لنبكي
خلف جدار القصر المشيد ، من تاريخ الدم
والموت
وطبول الاجداد ، وجداداتي الافريقيات ، حين رقصنا على وقع زبائحنا خلف التاريخ
ونعود ونبكي
قوافل من قدموا من خلف بحار الاعراب
سرقوا اشيائي الاولى ، البحر ، ورائحة الاعشاب المبتلة
ونقوشي في المعبد
حلمات الجدة المنتصبة
عضو الجد المتمدد بكل فحولات الرب
غاباتي ، وغزلان الصمت الراكضة في الاحراش
كلماتي الاولى
" شلوخي"
اشجار النخل ، ومعابد رب الحكمة
ورب الحرب
سهامي ، ويدايّ الماهرتين
ابكي ما احدثته حوافر من قدموا
كمغول قد بُعثو من التاريخ
ليضاجعوا شعباً من دبر هويته الفخمة
ويخوزقوا اصوات " النقارة "
بخُطب مختونة الصوت
بكتب لم تعصم دارنا من قذف الاموات ، ورائحة التأبين
وبلحية
تحتال الافخاذ
وتنجبنا جرحاً ابديّ الصرخات
خرجنا لننادي الرب ، لم يأتي الرب
لم يأتي من خلف الطور
الطور تحطم
وانكسر التاريخ الاول
وانشق القمر للمرة الالف ولم يأتي
صلينا عليه ولم يأتي
وركعنا لاجله لم يأتي
فغضبنا
ثم ضربنا البحر بعصانا لننجوا ، و لم ننجو
فجلسنا فحسب
نُحصي موتانا في ذاكرة الشارع
نُحصي اطفالاً انجبناهم في الطرقات بلا رحمٍ ، وبلا اُنثى تعتصر الليل
كلماتاً للحب
وجسد يقذفنا نحو فراغ الكون ، وما خلف الازمان
نُحصي احلاماً ، دهستها خيول التتار ، حرقتها ايادي الحجاج
وارتشف جميع الرسل الانخاب
امام مقابرنا
ارتشفو
وسكروا
ثم تبولو في التاريخ وانتحروا
تركونا قبوراً واشلاء تتقاذفها الايام ، ويقتال قصيدتها الحكام

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى