محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الى الاُنثى المطر

الى " زينبي "

الى الاُنثى المطر ، لشبهة العبور الناعم
لطالما اسميتها الاُنثى المطر ، لانها مُتسامحة مع حماقتي ، فلم نسمع عن امطار خاصمة الاشجار
بسبب الغبار
او لأن عصفور شتمها حين ازعجت مزاجه
الأُنثى القصيدة
لانها دائماً تبدو كنص غير مدون
عندما تبتسم
عندما تضحك
عندما تتحدث وعندما تصمت
حتى عندما تكف عن فعل اي شيء
هي قصيدة ، تختلف الابيات وفقاً لمزاج عينيها وتفاصيلها المُربكة
سيكون عليّ ان اجلس في زاوية ضيقة ، امسح على جفن القاموس ما علق من غبار
لاكتبكِ
انتِ امرأة لا تُكتب
بل تُقص
كألف ليلة وليلة
كحُلم نتذكره صباحاً بكامل الكسل والعنفوان
عندما التقطتني ، كنت ملقي في خرائب الوقت والمدينة القاتلة ، في ذلك الخراب ، وحطام الاشياء حولي ، وشظايا الامنيات متناثرة على ارضية وجودي العبثي
اظافر
رؤوس
، ايادي
ودماء سوداء في تشيعها لاحتمال النجاة
جمعتني
عضواً عضواً
الرأس
العنق
سحبت يدايّ من فوضى الايادي المبعثرة هنا وهناك
ثم سحبت اِبرة حدتها بقبلة دافئة ، ومن الشمس جمعت ما استطاعت من خيوط وحاكتني
رجل مكتمل الاعضاء
هكذا مضيت معها ، نقفز فوق الانقاض ، وجثث الاحلام والاشياء
اسميتها المراة الكبرياء
لانها تقف عندما تتساقط المدن ، اللغات ، القصائد ، النساء وكامل الحلمات والحليب
الافخاذ ، وكامل الشبق والمضاجعات السرية في اسرة الوقت
اسميتها المراة المُثقاب
لانها ثقبت جدار العزلة الضبابي باظافرها ، فتحت منفذ يبلغ مسافة نجاة ورحيل ، وعبرنا عبره " نحونا "
اسميتها المراة الأم
لانها قطفت تفاحة ثم ضاعفت الخطيئة وقطعت الشجرة كاملة ، واعادة غباء حواء لاجلي ، انا آدم المنبوذ ، المشرد في ازقة الوجود
ها هي حوائي ، تحرق الشجرة بالحرارة التي تشتعل في العناقات لتدفئني
ها هي ذي
حوائي
تقترب ، تضمني
ثم تهرب بي ، عبر دهليز متجاوز للوقت ، الى فجوة تقبع هناك ، حيث الاشياء بسيطة ، بيضاء ودافئة
غير خاضعة للابجدية ، وغباء الاسماء

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى