غياث المرزوق - وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ مِنْ حُلُمٍ يَشِبُّ عَنْ طَوْقِهِ -3- «اَلتَّعَدِّي»

لَوْ كَانَ هٰذَا الشَّرُّ يُشْفَى بِالدَّمْعِ
/... ٱلْسَّكِيبِ،
لَكَانَ الدُّرُّ أَبْخَسَ الأَثْمَــانِ مِنْ
هٰذَا النَّحِيبِ!
سوفوكليس


(3)

/... حَدَّقْتُ فِي بَوْحِ المَدَى
/... أَمَدًا،
فَلَمْ أُبْصِرْ سِوَى شَيْئَيْنِ لَيْسَ بِوُسْعِ
أَيِّهِمَـا الوُجُـودُ
عَلى بِسَاطِ الرِّيــحِ مُنْفَـرِدًا وَمُنْجَـرِدًا،
لِيَتَّسِعَ الوُجُودُ

***

/... لُغَةٌ مُغَلَّلَةٌ، مُغَلَّقَةٌ،
وَشَعْبٌ، فِي الغَلِيلِ، «مُشَعَّبٌ»
/... لُغَةٌ مُعَلَّبَةٌ، مُلَعَّبَةٌ،
وَشَعْبٌ «أَعْلَبٌ»، بَلْ «أَلْعَبٌ»
/...
لا يَعْــدُوَانِ كَتَوْأَمَيْنِ مُتَيَّمَيْنِ، «مُيَتَّمَيْنِ»
عَلَى ضِفَافِ النِّيلِ،
– أَوْ
فِي الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ وَالغَرْبِيِّ وَ«القِبْلِيِّ»
مِنْ شَــطِّ الفُرَاتِ،
وَلا يُعِــدَّانِ النَّشِيدَ، عَلَى الأَقَـلِّ، مُنَاشِدًا
/... عَرَبًا،
بِغَضِّ الطَّرْفِ عَنْ مُسْتَعْرِبٍ أَوْ عَارِبٍ
أَوْ، فِي الحَقِيقَةِ، بَائِدٍ مُتَسَائِدٍ مِنْ جُرْهُمٍ
/... أَرَبًا،

***

/... وَلٰكِنْ
يَجْمَعَانِ، هُنَـا، «هَجِيــلاً» مِنْ كَوَاكِبَ
أَوْرَثَتْ حَوْبَاءَهَا لِلْعَابِرِينَ،
«كَلالَـــةً»، أَوْ «دِنْيَـــةً»،
وَيُجَمِّعَـانِ، هُنَـاكَ، جِيــلاً مِنْ مَسَاكِبَ
لَمْ تَرِدْهَا دَمْعَةٌ مُخْضَلَّةٌ،
/... دَأَبًا،
فَتَحْتَرُقُ الوُرُودُ

***

/... هِيَ وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ،
مِنْ حُلُمٍ مِنَ المَاضِي أُسَيِّبُهَا،
/... إِذَنْ،
لَكِ يَا كَاسَانْدْرَا
/...
فَتَسَيَّبِي، مَا شِئْتِ، نَحْوَ السَّــاحِلِ
ٱلْتَّتَـرِيِّ، وَٱلْخَــزَرِيِّ،
فِي هَرْجٍ، وَفِي مَرْجٍ،
لِتَلْقَيْ «سَيِّدَاتِ» المَوْجِ يَقْصُصْنَ
ٱلْمَجَازِرَ قِصَّةً قَمَرِيَّةً
وَيُــدِنَّ كِسْـرَى
/...
هِيَ قِصَّةٌ لَمْ أَدْرِ إِنْ كَانَتْ تَدُورُ
عَلَى المَــدَارِ مَــرِيَّةً
بَـلْ أَنْتِ أَدْرَى
/...
/... حَدَّقْتُ فِي بَوْحِ المَدَى
/... أَمَدًا،
كَمَنْ وَهَبَ الضِّيَاءَ حَيَـاتَهُ
عُرْيَـانَ،
وَٱلْأَحْــلامُ جَاثِمَـةٌ، هُنَــا،
تُجْتَــرُّ تَتْــرَى

***

كَمْ كَانَ يُعْجِبُنِي ضِيَاؤُكِ حَائِدًا،
مُتَحَدِّيًا وَلَهَاْ
وَيُعْجِبُنِي حَيَاؤُكِ، حِينَ يَخْتَصِرُ
ٱلْأُنُوثَةَ كُلَّهَاْ
/... في كِلْمَةٍ،
لَكِ يَا كَاسَانْدْرَا
/...
يَا بِنْتَ عُرْسِ الأَمْسِ مِنْ بَأْسٍ
/... إِلاهِـيٍّ،
وَمِنْ تَـوْقٍ «سِـجَالِيٍّ»، خَفِيٍّ،
– أَوْ جَلِــيٍّ،
نَحْوَ بُوصَلَةٍ مُؤَصَّلَةٍ تَدُلُّ عَلَى
هَدِيرٍ آدَمِيٍّ،
قَبْلَ أَنْ تُغْوِيهِ هِيدْرَا

***

/... هِيَ وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ،
لا تَسْتَيْقِظِي
/... رَغَـدًا،
/... وَلٰكِنْ،
أَطْبِقِي جَفْنَيْكِ مُعْتَكِفَيْنِ، عِنْدَ الرَّيْبِ،
لا خَوْفٌ عَلَيْكِ، مِنِ انْكِسَـارِ الغَيْبِ،
– أَوْ،
مِنْ هَيْكَلٍ، تُفْتَضُّ فِيهِ شَعَائِرٌ
/... بَدَدًا،
وَتُنْتَقَضُ الوُعُودُ

***
واشنطن،
آذار (مارس) 2006

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى