نزار حسين راشد - إلى صديق

لوحة عناوينك مطفأة
كأنها ظل خيمة بعيدة
لطالما كانت دائماً
قلادة من الأضواء
تبعث في النفس الفرح
وتُنطق في العيون البهجة
لطالما كنت أكثر من أخ
وأقرب من صديق
لماذا تقفل بابك
في وجه محبّيك
ولا يزال هناك
متسع للود
وفرصة عناق للألفة
وتبادل للإبتسامات
والضّحك على النكات السخيفة
لطالما حملتُ صورة ابتسامتك
على أحداق عيني
رفيقة درب
ومعيناً على متاعب الحياة
لطالما ألهمتني حكمتك
التسامح
مع أخطاء البشر
لطالما كنتَ كتاباً مفتوحاً
أقرأه في سفراتي وإبان
ارتحالي الدائم
بلا رفيق
سوى كلماتك المنضّدة
كسطورٍ
على لوحة الذاكرة
لماذا تنكس فجأة وتتركني وحيداً
بلا رفيق
لطالما اختلطت أنفاسنا
في فضاءٍ واحد
ونحن نبث فيه
عتبنا على زلات الحياة
لطالما اقتربنا إلى نقطة اللامسافة
وطالما اختلطت أصواتنا في سماءٍ واحدة
قبلك كنت أنا
بلا تجربة
وأنت كتاباً
لم يقراه أحد بعد
وحكاية بلا عنوان
لطالما أعدت قراءتها بلا ملل
ووضعت لها عناوين
من ابتداع خيالي
حتى فاقت
ألف ليلة وليلة
لطالما كنتُ سيافاً حنوناً
يمسح عنق الشهرزاد
بنظرات الإعجاب والوله
فلماذا تشيح عني بهذا العنق
وتلويه بعيداً
في اتجاه آخر
حيث لا أفق
يغري افتتان عينيك
ولا صدىً
ليرجع أمواج صوتك
فأنت ضائع من غيري
وأنا كيانٌ حزين
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى