حمادي تقوى - الهذيان الأخير للرجل عديم اللون، عديم الرائحة

"الشعر إيروتيكا لفظية، والإيروتيكا شعر جسدي"
(أوكتاڤيو باث)


سأعترفُ:
أنا نبي البَيَادر وأغنيات البداوة، قبل ألفي سنة بايعتني اليرقات لأكون السفير إلى الزَّبَد. على يدي أسلمت قطعان الرَّنَّة نحورَها لنار النسوة اللائي يقرأن خطوط اليد بعين الحَلَمة. أضعتُ الخريطة إلى كافِها الثقيلةِ وصرتُ يتيمَ الله.
لستُ أهذي. فأنا، إن شئتم ضَبْطَ دمي، من سلالة صعدتْ من الماگما: جدتي الفراشةُ تَركتْ بيوضها الألفَ قرب النبع السري، لتشهد خِتَان قلْبِ جدي شبيهِ اليعسوب.
أَصيخوا لنداء الماء الأبوي وريحي المؤنثة.
إني قادم من النشيد الأممي للألم، يدي كفرتْ بالكتب عديمة الرائحة، ومن فمي يتطاير القش. فهاتوا ناركم، نؤاخي أرقامنا السرية، كَيْما نفتح الباب لموسيقى الفادو إذ تهدهد مهدَ العالَم.
قُبلة واحدة. قبلة مُترعةٌ بالنُّسغ الأزرقِ كفيلةٌ بإيقاظ الغزالة التي تغفو في كهف مُضاء بكهرباء الرغبة. أيقظوها واشربوا نُخاعَ كتبِ الفلك (نزلتْ بها ملائكةٌ على النبي في الغار فأحرقها)، أيقظوها ليشتعل نشيدُ الطوارق إذ يُرتلون قرآنَ التيه، يترنمون بإصحاح الكاف.
لستُ أهذي.
حروفُ العلة على طرف اللسان صيرتني جديرا بالإشارة. أتحسس العمود الفقري لنجمة. على دراجة هوائية أوزع مناشير المزاد العلني لما يَسّاقط من خردة السماء.
علي أن أوقف هذا النزيف.
هيئوا أبواقكم والراياتِ، سنصعد جبل النور كي نشكو إلى الله ما تفعله بنا الكمنجات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى