هشام العلوي - الحجَّام والوشم والقدسي.. صورة للمجتمع المغربي في قصيدة الملحون

من المؤكد أن التفكير في صورة المجتمع المغربي عبر قصيدة الملحون يشي بحقيقة جلية، لا تحتاج إلى إلى بحث أو حجة. ذلك أن فن الملحون كان وما يزال- نظما وإنشادا- ديوان المغاربة، وخزان عبقريتهم ونبوغهم، وذاكرة وجدانهم. وبالتالي فإن أي دراسة أو عمل نقدي يستحضر هذا المقترب، ويروم تنضيده، لا يعدو كونه سوى رصد لمؤشرات تلك الحقيقة، وكشف عن خصيصاتها المتنوعة كما هي واردة في المتون، ومتلبسة بأغراضها وبنياتها الإيقاعية.
يقترح هذا التناول إضاءة نقدية لنموذج من قصائد " الحجَّام"، التي تتميز بها ذخيرتنا الملحونة عن باقي أجناس القول الشعري وأشكاله؛ الفصيح منه والعامي. وهو النمط الذي استهوى، على غرار " الحرّاز" و"الساقي" وأضراب مماثلة، شيوخ النظم من مختلف العصور، والذائقات الجمالية، والطبقات الإبداعية؛ واستحثهم على استنفار سجاياهم ومخيلاتهم لإنتاج نصوص تصعب على متلقيها المفاضلة بينها من حيث السوية، والجدة، والقيمة الفنية.
صحيح، أن قصائد " الحجَّام" تصنف عادة، كما يقول أستاذنا الدكتور عباس الجراري(1)، خارج مدار نمط " الترجما" أو الترجمة في فن الملحون(2)، لكون محكياتها ووقائعها من نسج خيال الشاعر، ولا تمت بصلة لحياته الحقيقية أو سيرته الذاتية. إلا أن طبيعتها التخييلية هذه لا تنفي عنها بعدها التوثيقي، أو تجتثها من خلفياتها المرجعية التي تجد منبتها ونصابها في قيم وآداب سلوك المجتمع المغربي.
في ظل هذه المراوحة، إذن، بين الوثيقة والمتخيل، تتأسس جملة من الصور والتمثلات الاجتماعية والوجدانية والرمزية، سنحاول أن نستجلي بعضها من "حجَّام "(3) الشاعر حمود بن ادريس السوسي المكناسي(4). وهي قصيدة من ستة أقسام ثنائية الأشطر(5)، تتخللها لازمة تكشف، في تردادها وتواترها، عن هوس(*) صاحبها:
صول أحجام العانس الدامي** لوشام ركمو فصدر من نهوى المالكني لغزال الطام​
ولعل أول مؤشر دلالي يستثير قارئ النص هو شخصية " الحجام" ذاتها التي جعلها "شيخ السجية" عنوان قصيدته، وموضوع محكيه، وضالة سعيه كما سنرى فيما يأتي. وكأنه بذلك يعكس حضورها المهيمن والمتعدد في ثقافتنا، ودقائق معيشنا اليومية. فمن منا لم يخالجه يوما السؤال حول هذا "المفرد بصيغة الجمع" المسمى الحجام ؟!
إنه حرفي يضطلع بوظائف مختلفة، من نحو: الحلاقة والتطبيب والتزيين والختان والوشم، وتدبير مجالس القصوف والأنس، وهلم جرا. الأمر الذي يفيد بأنه يشكل بالنسبة إلينا بؤرة تختزل مجموعة من العادات والتقاليد والطقوس السائدة في مجتمعنا، ولو أن بعضها انقضى أو أخذت تتهدده مقتضيات الحداثة والعصرنة.
يستهل حمود بن ادريس نظمه، ممهدا لغرضه المحوري " الحجام"، قائلا:

لله الحمد ازيانت أيــــــامــــــــــــ ـــي = بعد المناكيا والهجرا والتيـــه والجفا سعداتنـــي ليام
عطفت لغزال اوزارت ارسامي = مكمولت لبها تاج أهل الخودات للاَّ سلطـــــــــــانت لريام
ملاَّ ريت مثيلهـــــــــــا دامـــــــــــــــي = بعد الموالفا غابت عني توكت المهر هـــــــــادي سبع يام
لكن اليوم أوطات فمقـامـــــ ـــــي = بتنا على الزهو في حفلا نفديو ما مضى بالعشق والغـــــرام
واعلينا زال الضيم واهيامـــــ ـي = ودوات مولتي قالت لي أعاشق البها سلتك بالعــــــــــــــــــــلام
انظر الجمال اوشوف لقوامــــــــ ـــي = وشوف لصدر كلوحا نحكيه شي رخاما من بلد الشام
أش نواسي أوقولت بكلامــــ ــــي = شنهو يفيدني قالت ليا شوف شي معلم ماهر نجــــــــــــام

ويبدو، هنا، كما لو أن لقاء العاشق بمحبوبته، بعد الهجر والجفاء والتيه، ليس إلا ذريعة إلى لقاء ثان، سيجمعهما بشخص ثالث هو "الحجَّام" الذي به ستكتمل لحظة الوصال وتبلغ ذروتها، بما أوتي من علم ومهارة وحذق في فن الوشم( التركام).
فالعاشقان، وهما في كنف الانتشاء والصفاء، يتفطنان إلى أن لحظات الجمال واللذة منفلتة وعابرة ومحفوفة بالزوال، وأن "الحجّام" هو وحده القادر بموهبته وصنعته على تثبيت الذكرى باقتطاعها من زمنية المعيش التي يحكمها الفناء، وإيلاجها زمنية الفن والكتابة (الوشم باعتباره تشكيلا وكتابة على الجسد) المحكومة بالخلود كمآل ومنتهى. وما الكتابة سوى تشخيص لكلمات وأفكار وأحاسيس بواسطة علامات ورسوم تواضعية منذورة للدوام.
يورد الشاعر حوارا، لا يخلو من غرابة، بين الحبيبين:

يوشم لي بوجات قدامـــــــــ ــ ـــــي = ونتا معاي حاضر ولي تبغيه ينزلو ويركم لوشــام
أمر يعمل وامشيت بقدامـــــــــــــي = بقيت كنسول جميع العراف نعتو لي ماهر حجـــــام
سلمت عليه وقولت في كلامي = حجام قال لي كندري لطباع كاملا ما فيها تخمام
واشكيت عليه فغايت امرامـي = لله قلت لو ياحجام الزين كون عايق فايق ركـــام
+++++++++++​
حط الماعون أوشفت بنيامـــــــــــي = لطباع من الذهب والنقرا ونفور لمشارطا فصنعت لعجام

والملاحظ، أن الوشم الذي ينتمي أنثروبولوجيا إلى رموز المماثلة والانتماء والاختلاف المعتمدة في تحديد المراتب الاجتماعية والأخلاقية والثقافية، فضلا عن مرجعيته في التمييز بين القبائل والمجموعات البشرية(6)، يتحول مع العاشق إلى وسيلة غايتها احتواء فيض وجده وجيشان قلبه، وإخراج لواعجه من طور الكمون والاحتجاب إلى طور الوجود والتجلي. فكل ما ينكتب على الجسد يستعصي على المحو والنسيان.
يبرز الشاعر هذا الاعتمال المتواتر، الذي يلازم كلام العاشق الموجه إلى "الحجام" على امتداد النص، قائلا:

/ دوى وقال لي أشتريد أعاشق البها فتركام لوشام​
شنهو يعمال أعاشق وشامي = لله قلتلو يا حجام الريم لا تخالـــــف لي لكــــلام
اسمع قولي وصغا لتوهامـــــي = لاني عشيق ذوقي متولع بلبها وكذاك محاسن لوشام
+++++++++++++++++++
أمالكي من حر الشوق اشكيت بغرامي/
++++++++++++++++++
أسيدنا يدري لوشام الشريف والعامي/
++++++++++++++++++
باش يفخرو لريام بمقامي/
بيك أحجام يصول تفخامي/
زالت لهوال وزال تخمامي/
ونكي جمع الحساد لوامي/​

ورغم أن العاشق يعلم تمام العلم أن "الحجام"، الذي استأجر خدماته، "حبر" نحرير لا تنقصه الخبرة ( معلم نجام – ماهر ركام)، ولا العدة ( الماعون- طباع نتمن الذهب والنقرا- نفور المشرطا فصنعت لعجام)، فإنه لا يكف عن مناشدته الرقة واللطف، ومزيدا من الحذاقة والحرفية؛ وهو يخز الحبيبة:

واعمل لوشام ركيك هشامي/​
نيل لوشام ارقيق أدامي = عندك لا تعذب مولات الخال لالة سرديت لنيام

بل يدعوه إلى استبطان ما يعتمر قلبه من مشاعر وعواطف، حتى يضيفها على رسومه ويلونها بخفوقها، وكأنه بذلك يدفع "الحجام" نحو إنجاز التمثيل المطلق المتماهي مع مرجعه، نحو وشم مستحيل. يقول النص:
واعمل بستان يفوح بنسامي/
واعمل لطيار بصوات تنغامي/​
وهب، أن الاستحالة تزداد حدتها، وتتضح صميميتها، حينما يطلب العاشق من " الركّام" إعمال إزميله في صدر "مولات الخال" الأبيض المرمري، لحفر أجسام وأشكال وألوان تحمل إعجازها وتحديها، وتعلن عن تمنعها أمام أصابع أي "حجام" مهما كانت طواعيتها ومهارتها.يقول ابن ادريس:
واعمل لمدون أودير لي حامي = الجيش دورو بالمغرب جميع كافا ما يقبل (تدمام)
/ انوصيك دير قصبا دور بها سوار واعمل لبروج قدام
+++++++++++++++++++++​
واعمل لقصور أودير شي رامي = نحكيه طبجي يفهم معنات الحروب واعمل سبعين غلام
واعمل لغيب ودير شي دامــــــــي = الفيال والسبع والزهلول وغوال والنمر هكذاك الضرغام

إلى غير ذلك من الكائنات والأشياء والصور. فالزهور بأنواعها(الورد والزهر والنسري والياسمين...)، والطيور بأصنافها(الفخت والسمارس وعصفور وأم قنين...)، والرياض العامرة بالأشجار المثمرة، والحسناوات يملأن جنبات شعبها:
/ زهرا وفاطما وحليما ومينا وراضيا فنهايت لقسام​

فأنى لصدر " الطام"، ولجسدها في كليته، بأن يضم هذا الوجدان الدافق الذي يعادل العالم ويتعداه؟
لا شك، في أن المقام يستدعي مرقى ثانيا في صوغ المعنى وتأويله أيضا، نتلمس أحد مفاتيحه في طبيعة الوظيفة التي كان يؤديها "الحجام" في مجتمعنا، والهالة الرمزية التي تحيط بها في لاشعورنا الجمعي. فهذا الرجل الذي نودعه جسدنا باستسلام واطمئنان عجيبين، على الرغم من أن ممارسته يخالطها العنف والإدماء والألم وربما الموت المحتمل، يتمتع في عاداتنا وتقاليدنا بسلطة قدسية تكتسي صفة طقسية العبور، والتعميد، والتطهير، والولادة المتجددة. وهكذا، من خلال فعل"الحجام" المبارك، يتم الانتقال من المرض إلى الشفاء، ومن الألم إلى المتعة واللذة ( الوشم)، ومن حالة الغفل إلى حالة الهوية (الختان/الطهارة)...إلخ. ولعل هذا التمثل المثنوي المنطبع في خلدنا ومتخيلنا، وما تتولد عنه من أحاسيس ملتبسة وصور مركبة، هو ما استبطنه واحد من أولئك الباحثين المهووسين بتجربة الأعماق وأركيولوجيا المنسي، معبرا:
" تغمرك رعشة لذيذة، ونشوة ملتبسة عندما يضع الحجام الموسى على عنقك وهو يحلق لحيتك، كما لو أن الشفرة القاطعة التي تراود وريدك بحذق وليونة، وتغازل بشرة وجهك بعنف ناعم، لا يخلو من إدماء، تهمس إليك بأنك على قاب قوسين أو أدنى من الموت.
إحساس غريب يخترق جسدك المستسلم لحتفه (...) لحظات تملؤها استيهامات الهلاك، وغواية مستحوذة لا تفتأ تستحث الشفرة الحادة على إغرائك بطقسية القربان.
سرعان ما يتبدد هذا المصير أمام هدوء شخصية الحجام ورزانته الباعثة على الاطمئنان"(7).
وهب، أن العاشق لما يبيح للحجام اقتحام عري جسد المحبوبة بمبضعه، ومشاركتهما خلوتهما، يوحي إلى رغبة غير معلنة في انتشال تلك اللحظة من اعتياديتها ودنسها، وإضفاء ما يسمو بها إلى درجة القدسي والمثال حيث ترتفع المحظورات، وتتعاطف العوالم، وتنتفي الحدود بين الجسد والوجود كما تنم عن ذلك القصيدة، وبالتالي تتحقق الممكنات. هي رغبة، إذن، في امتلاك شساعة الكون داخل حميمية الجسد، أو انفتاح "حيزية اللحم" ( صدر المحبوبة) على آفاق تجربة اللاحدود. فالكتابة، سواء كان صحيفتَها الجسدُ( الوشم) أو الورقُ( القصيدة)، تنطوي على جَبَلة تجعل الأمكنة تتقارب رغم تنائيها، والتقاطبات تتجاذب على تأبيها، والوطن يبدو موحدا متجانسا يتسع له الصدر وكذا القلب المضمر خلفه:

/عنداك لا تغشم دير البهجا أودير فاس ومكناس روام
/لسلا مع الرباط تعملو بشهادت لبها من صيلت لكــــــــرام
/واعمل تطوان أو لقصر واعمل طنجة فيها من هشـــــــــــــــــام
/انوصيك دير كازا والسينمات وسطها واعمل زوج فلام
/الصويرا مقابلا أكادير ودير أسفي والجديدا تفخـــــــــــام​

واللافت كذلك، أن التحريم الذي يطول الوشم في منظومة الأديان السماوية(8) جملة وتفصيلا، ينقضب فجأة من وعينا وانتظاراتنا كمتلقين، حينما تقترن عمليته ويتم التمهيد لها بالحمدلة والبسملة والصلاة على النبي، أي بإحلال القدسي:

لله الحمد ازيانت أيــــــامــــــي/
++++++++++++++++++++++
/ودوى وقال لي بسم الله العظيم سرنا زوج للرسام
+++++++++++++++++++
واستفتح طرز القول حجامي بسم الكريم حط فصدر لغزال زاد عنو تلا بسلام
عن محمد خيار الأنامـــــــــــــي/
من الصعوبة بمكان الجزم بأن ابن ادريس يشي، في حوك خيوط صوره الشعرية هذه وتلك، بإطلاع مباشر على الأصول النظرية لمفاهيم من قبيل "وحدة الوجود"، أو"اتحاد الأحوال"، أو تشاكل العالم والجسد، كما هي واردة عند ابن عربي أو الحلاج أو الغزالي، ولدى سواهم من أقطاب الفكر الصوفي. صحيح أنه يحاكي نمطية راسخة في إبداع القصيدة الملحونة، ويستحضر رصيدا شعريا ناجزا سابقا عنه بصدد غرض " الحجَّام"، سواء على مستوى المتخيل والتيمات، أو على مستوى الشكل والبناء؛ بيد أن الراجح أن شاعرنا قد تشرب هذه التصورات وغيرها من ثقافة رجل الملحون الغنية والمتعددة من حيث المشارب والأبعاد. وهي، على العموم، ثقافة تقبس من المكون الروحي والعرفاني المستغرق لحياتنا اليومية، والناظم لسلوكنا الاجتماعي وتقاليدنا الاحتفالية.

الهوامش:
(+) ألقيت هذه المداخلة خلال الندوة العلمية التي نظمتها جمعية فاس- سايس، يوم السبت 27 أكتوبر 2002، وشارك فيها الأساتذة الأفاضل: محمد بنشريفة، وعبد الرحمان بن زيدان، وعبد الله شقرون، وعز الدين بونيت، وعبد الرحمان الملحوني، وتوفيق حميش، وعبد الله الشليح؛ وذلك ضمن فعاليات مهرجان فاس الثاني لفن الملحون، دورة شيخ الباحثين وقيدوم العرابين العلامة محمد الفاسي رحمه الله.
(1) القصيدة، الطبعة الأولى، ص.199.
(2) وقد تشمل الترجمة أغراضا أخرى غير سيرة الأشخاص. انظر المبحث الذي أفرده الباحث أحمد سهوم في مؤلفه " الملحون المغربي"، الطبعة الثانية، منشورات شؤون جماعية، 1993، صص.193-213.
(3) اعتمدنا النسخة المثبتة ضمن وثائق الجمعية الإسماعيلية لهواة الملحون والبحث في التراث والأدب الشعبي بمكناس.
(4) شاعر يعود إلى العقدين السادس والسابع من القرن الماضي، تتلمذ على يد الشيخ محمد العربي الزهراني البرادعي (نسبة إلى حرفته) المتوفى سنة 1961 بمكناس. كان ابن ادريس يقطن بحي القصبة، ويزاول مهنة البناء على الطريقة التقليدية. يقال إنه توفي مغتربا وهو في زهرة العمر. له ديوان موزع بين كناشات الهواة والباحثين والمنشدين بالحاضرة الإسماعيلية.
(5) ما يسمى في اصطلاح أهل الملحون بـــ"المبيت ذو المرما المثنّية". راجع: سهوم (أحمد)، مرجع سابق، ص.17.
(*) يستدل النقد الموضوعاتي، في معالجته للأدب والفن، بإجراء أساس مُفاده أن "التكرار أينما كان يدل على الهوس".
(6) راجع: الخطيبي (عبد الكبير)، الإسم العربي الجريح، ترجمة محمد بنيس، دار العودة، بيروت، 1980، صص.51-65.
(7) شابيل (مالك)، "شذرات من سفر الغواية"، ترجمة هشام العلوي، ضمن مجلة الاغتراب الأدبي، العدد47، لندن،2001، ص.69.
(8) يقول الخطيبي: " هناك سبب آخر يثير اهتمامنا بالوشم، ويتعلق الأمر بالتحريم المسلط عليه من قبل الأديان التوحيدية، كأن الكتابة الإلهية أرادت بالتطريس محو كل الكتابات السابقة عليها، وخاصة الكتابة المسطرة على الجسم. وبالرغم من أن نصوص الكتاب المقدس تتميز بغموضها(...) فإن باستطاعتنا الآن التنبيه إلى أن الدين في ارتباطه بالكتابة، رمى بالوشم في مجال المحرمات". الإسم العربي الجريح، مرجع سابق، ص. 52.



الحجَّام والوشم والقدسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى