أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. في نقل الثلج!! من طريف ما ذكر ا

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : في نقل الثلج!!
من طريف ما ذكر القلقشندي في نهاية كتابه: "صبح الأعشى" ، ما كتب عن ترف حكام مصر، الذي بلغ درجة حرصهم على نقل الثلج – أشهر الصيف – من الشام إلى مصر لتبريد مياه الشرب !! [ بما يعني أن وسائل تجميد الماء وتحويله إلى ثلج لم تكن معروفة إلى ذاك الوقت] وقد عُدَّ بمثابة إظهار لأبهة الملك، وكمال الرفاهية!!

2- المحــارة :
- يعنى القلقشندي بتأصيل ظاهرة استحضار الثلج من بلاده إلى بلاد حارة، تبحث عن الترف ، فيشير إلى ما ذكره أبو هلال العسكري في كتابه : "الأوائل" أن أول من حُمل إليه الثلج (الحجاج بن يوسف) بالعراق!!
- أما ملوك مصر في عصر المماليك ، فقد قرروا له هجْناً (إبلا) وسفنا تحمله في البر وفي البحر حتى يصل إلى القلعة المحروسة.
- في هذا السياق يذكر أن الملك الظاهر بيبرس، كانت له ثلاث مراكب ، استمرت إلى زمن الناصر محمد بن قلاوون ، وفي آخر زمنه زادت إلى أحد عشر مركباً، وربما زادت كذلك.
- ومراكب الثلج تأتي إلى دمياط في البحر، ثم يخرج الثلج في النيل إلى ساحل بولاق، فينقل منه على البغال السلطانية، ويحمل إلى الشرابخاناه الشريفة . وقد جرت العادة أن المراكب إذا سفرت سُفّر معها من يتدركها من ثلاجين .
- أما استحضار الثلج إلى مصر من الشام على ظهور (الهُجُن) الإبل، فعددها ست هُجن، خمسة للأحمال، وهجين للهجان ، وهذه الهجن من الشام إلى العريش، ولا تستقر هذه الهجن إلا أوان حمل الثلج ، ولها محطات في الطريق مرسومة ، وأوقات معلومة في حزيران (يونيو) وتشرين الثاني (أكتوبر) .
- والثلج مستويات ، فمنه خاص بالمشروب، يصل أنظف وآمن عاقبة . أما الجاشي منه فيوزع على المستويات الأقل , والطريف أن يذكر أن الثلج المحمول على ظهور الإبل يكون أنظف وأرقى من المحمول بالسفن !! إذ ينص أن ما يحمل على الظهر يصل أنظف وآمن عاقبة!!
- ولا يغفل القلقشندي عن ذكر أن هذه السفن وتلك الهجن في خدمة السلطنة والكلفة من مال مصر !! فلعلنا نقيس هذا الترف الخاص بالسلاطين إلى – لا أقول معاناة جماهير الشعب، الذي قد لا يجد شربة ماء نظيفة ميسرة – وإنما أقيس هذا الترف إلى العناية بالشأن العام في مجالات : العلاج ، التعليم ، الطرق ، الأمن العام ، إقامة العدل ، توفير السلع الأساسية لعامة الناس.
- من الأقوال التي قرأتها قديما، منسوبة إلى بعض الشخصيات المهمة ، كعبارات أخيرة ، قالها أولئك العظماء : أن آخر عبارة نطق بها الزعيم مصطفى كامل : مسكينة يا مصر !! فهل كان الزعيم الشاب ، وهو يعاني ما بين الدنيا والآخرة يقرأ سطراً مكتوبا أمامه ، قد عجز عن محوه؟!

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "صبح الأعشى" للقلقشندي – وزارة الثقافة والإرشاد القومي – المؤسسة المصرية العامة– سلسلة تراثنا- الجزء الرابع عشر – ص 395 -397.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى