د. عادل الأسطة - الست كورونا : احتفالات فلسطينية بأعراس يهودية (٤٧)

لطالما كرر المسؤولون الفلسطينيون وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية ووزيرة الصحة الدكتورة مي كيلة أن أهم أسباب انتشار الكورونا في مناطق السلطة الفلسطينية ، وبخاصة الخليل ، يعود إلى حفلات الأفراح ومناسبات الأتراح ، حيث لا يتحقق التباعد الجسدي ويختلط طحين المحتفلين والمصابين بزيت المهنئين والمعزين ، ولهذا جهدت السلطة على منع إقامة الاحتفالات في الصالات واقتصار العزاء على قلة قليلة.
ولطالما كرر المسؤولون أن أكثر الإصابات يعود إلى عمال الضفة الغربية في مصانع وورشات الاحتلال الإسرائيلي ؛ في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ وفي المستوطنات ، فلجأت السلطة إلى فحص العائدين من تلك المصانع والورش وفرضت أحيانا الحجر الصحي عليهم.
مجهودات السلطة كلها ذهبت سدى ، فحكومة الاحتلال الإسرائيلي سمحت لأهل " نابلس الأبية " ، والوصف لمنقذ إسرائيلي على شاطيء تل أبيب ، بالسباحة على شاطيء يافا من خلال فتحات في السور ودون تصاريح ، واختلط العرب الفلسطينيون النابلسيون ، وغير النابلسيين أيضا ، بأبناء العمومة وبلغ الأمر ذروته فأعادوا إلى الأذهان الليالي الملاح التي عاشتها يافا قبل العام ١٩٨٧ - أي الانتفاضة الأولى.
قبل العام ١٩٨٧ كانت صالات الأعراس في يافا وعكا وحيفا تشهد اختلاط الفلسطينيين والإسرائيليين ، وقد شاركت مرة في عرس أقارب حضره مواطنون يهود - كتبت عن هذا في شهادة لي عن تصور الآخر في ذهني . في تلك الأعراس غنى اليهود والفلسطينيون من غير اليهود معا ورقصوا معا ، وأمس على الشاطيء....
الشريط الذي شاهدته أمس عن سياحة أهلنا في يافا وعلى شاطئها شريط احتفل فيه النابلسيون ، وغير النابلسيين من سكان الضفة الغربية ، بعروسين يهوديين من يهود " الفلاشا " ، فغنوا ورقصوا وأقاموا زفة فلسطينية واندمج العروسان والمحتفلون لدرجة أن مواطنا فلسطينيا في نهاية الحفل طالب المحتفلين ب " تنقيط " العروسين.
شخصيا تذكرت كتاب " الاعتبار " لأسامة بن منقذ ، وغالبا ما أتذكر الشاعر ابن القيسراني وأنا أقرأ عن ريتا ومحمود درويش.
في فترات الحروب تسود فترات هدوء ويتخللها عزف موسيقي وأغان.
نسي الفلسطينيون أعراس الخليل والكورونا واحتفلوا بعرس على الشاطيء و " طق " و" موت " يا أيها المسؤول الفلسطيني . هل هذه هي رسالة الاحتلال للسلطة.
ربما الأمر ليس بتلك البساطة وعشق البحر أقوى و " نحن نحب الحياة اذا ما استطعنا إليها سبيلا" وشاعرنا الوطني محمود درويش هو من قال ذلك ، واليوم ذكرى رحيله١٢.
بلا كورونا بلا بطيخ أصفر ، وهذا هو لسان حال المحتفلين .
صباح الخير
خربشات
٩ / ٨ / ٢٠٢٠




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى