عامر الطيب - إن كنتُ بذرةً فسأحبك.. شعر

إن كنتُ بذرةً فسأحبك
بالطريقة التي تجعلني جافاً و مهملاً
لا يهمني الوقت ولا يصلني الماء .
و إن كنتُ طيراً
فسأعيش على إرتفاع عال
و أحبك بالطريقة التي تلامس فيها
قدماي الأرض.
وإن كنتُ تلفزيوناً
فسأحبك مثل العشاق الحزانى في العالم
وحيداً أعرض الأفلام الملونة
بالأبيض و الأسود
أو بالأسود فقط !

أوشكتْ حياتي على الإنتهاء
في اللحظة التي أحببتك فيها فكان علي
أن أستعير حياةً من أحد ما
قال جاري الفلاح :
أنه يحتاج حياته ليغامر
مراراً مع الأرض.
و قالتْ جدتي أن حياتها
هزيلة ولن تحتمل المزيد من الأضرار.
فيما اعتذر
أخوتي و أصدقائي
لأسباب خاصة بهم
فلم تكن هناك فرصة سوى
أن يهبني الله
حياتي الثانية قبل الموت!

لماذا لا يوجد القليل من اللحم
في الكلمات
عندئذ يسعدني أن أحبك باندفاع نادر
و أكتب لك:
أنني متلهف
لآكل شيئاً.
لقد جعتُ لفترة طويلة
و أنت تعرفين أن الأمر لم يعد عابراً
إذ يعني الصمت الراهن
أن تموت حياتنا العظيمة من الجوع !

تعلمتُ من الظلام
ما يتعلمه الآخرون من الكتب
كم حياة يمر بها المرء
قبل أن يصير عاشقاً
أو حكيماً ،
مؤمناً
أو تائهاً
سيبدأ الذين علمتهم الكتب
بعدّ حيواتهم على أصابعهم
لكنني
سأفترض أنها حياة واحدة
و أشعل النور !

سوف ألمسكِ، أي شيء من جسدك
يجب أن يكون ليناً
و حاداً،
ساخراً و بهلوانياً
أنني أنشد الكمال منذ طفولتي
و في المرات القليلة
التي لمستك
لم يتغير شيء في حياتي.
لكن يجب يصير جسدك
أرضاً ضيقةً لأحلم بالعشب
أو سماء عالية
لتتحرر أصابعي على الأقل !

تألقتُ وحدي في مصابي
بينما كنتِ تمرحين مع صديقاتك
لأنك خرحت معفاة
كنت أندب المساء البارد.
بينما كان الإله العالي
يمد لك السند
كان يهملني
متقصداً
و كنت تائهاً
يا إلهي العظيم
لقد فهمتُ الدرس الصغير تواً
لا يمكنني أن أرضي
بلدي
و نفسي العزيزة
و العالم !

أنا هنا لكن ذكرياتي تمضي بعيداً
يداي و عيناي أيضاً،
كل جزء من جسدي يزورك و يرجع
خائباً.
عاد فمي الآن حزيناً
لأن قبلتك لم تكن صافية
و عادت قدمي متأسفة
لأن الطريق لم يكن وعراً
لكن حياتي عادتْ مطمئنة
لأن الحب العظيم
سيصير صغيراً من أجل أحد ما
و الحب الصغير سيكبر من أجلي !

عندما كنت تطيرين مرحة كنت أندب
عندما كنت تتفتحين في النهار
كنت أراجع حياتي.
عندما كنت تكسبين المزيد من الوقت
كنت أتأخر بالنوم.
عندما كنت لاهية و مليئة
بالخزي و الصخب
أو مرتابة
من حرارة دمك
و كلماتك كنت أحبك.
عندما كنت وحيدة
في كل شيء
كانت وحدتي شائكة:
أتدرب مراراً في اليوم الواحد
لأعرف نفسي !

عامر الطيب



210

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى