د. عادل الأسطة - الست كورونا : المعاد المكرور والنفخ في قربة مخزوقة (٤٨)

صار الحديث عن الكورونا معادا مكرورا ، كما لو أن المتحدث لن يأتي بجديد .
حتى اللحظة تبدو الكتابة مقبولة ، ولكنها إن صارت عادة يومية فستغدو مثل النفخ في قربة مخزوقة أو مثل رفع سيزيف الصخرة يوميا إلى أعلى الجبل .
اعتبارا من يوم غد لن أكتب يوميات ؛ يوما يوما ، تخص " الكورونا " حتى لا تبدو الكتابة مثل أسطوانة - أسطوانة غناء لا أسطوانة غاز - ويبدو أن الكاتبة هناء عبيد المقدسية المقيمة في شيكاغو انتبهت إلى يومياتها عن الكورونا ، فلاحظت أنها تكرر ذاتها ، ففضلت أن تختار عنوانا آخر هو يومياتها في شيكاغو.
غالبا ما يقع الكاتب الذي يفتعل الكتابة في فخ الافتعال ، وغالبا ما يكرر المعلومات ، وتجد كتابا ، مثل نجيب محفوظ ، لم تضف أعمالهم الأخيرة إلى أعمالهم السابقة الناضجة أي جديد يذكر ، وهناك روائيون آخرون كثر يكررون أنفسهم لأنهم يريدون أن يظلوا حاضرين فيكتبوا ويكتبوا ويكتبوا.
وكما يقال فالعبرة بالنوع لا بالكم ، وربما يستحضر المرء هنا قول الشاعر العربي المصري أمل دنقل:
" لا تسألي النيل أن يعطي وإن يلدا
لا تسألي أبدا
إني لأفتح عيني ، حين أفتحها ، على كثير
ولكن لا أرى أحدا " .
لن أتوقف عن الكتابة عن الست كورونا ، ولكني لن أكتب إلا ما أرى أنه يختلف ويخلو من التكرار . هل أصابني الملل؟
الملل كما لمظفر النواب الشاعر العربي العراقي يشبه " علكة بغي لصقته الأيام بقلبي " وقد ذهب محمود درويش الشاعر العربي الفلسطيني في " حالة حصار " ٢٠٠٢ إلى أننا سنواصل المقاومة حتى يشعر العدو بالضجر ، فالضجر سمة من سمات البشر . هل أصيب الإسرائيليون بالضجر فسمحوا لسكان الضفة الغربية بالدخول إلى تل أبيب وحيفا وناتانيا؟
صباح الخير
خربشات
١٠ آب ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى