فتحي مهذب - أكتب لأستدرج الينابيع (٢)

لم يصدقني أحد
حين قلت :
في العتمة أطلق فهد السرد الأزرق.
ليقطع شحمة أذن الريح.
ليجلب الفرائس والدرر.
ليضيء الينابيع في الأفق.
وتصير الأجمة ملكي الذي لا يزول.
***
لم يصدقني أحد.
حين قلت : البراق الذي وهبنيه الله
سقط في التجربة الأولى.
لما إقتربت كثيرا خدعتني السماء.
وفي المغارة إكتشفت روحي المليئة بالكسور والكدمات الزرقاء.
أقفاص الله جمة والطريق لمعة وإشارة.
ذهبوا إلى الوراء بفهارس اللامعنى.
وبقيت وحدي ضاربا في ملكوت السيمياء.
***
أبوابكم إخوتكم فرقوا لحالهم.
هكذا قالت لي الأشجار
في الممر الهلامي.
***
المصباح شقيقي الأكبر
لفرط عذاباته المكرورة
صار يضيء.
يتكلم في خلوته بلغة المتصوف.
***
في البستان
كل شجرة تناديني باسمي.
لفرط ما أحببت الأشجار.
كنت أدور بدلوي في العتمة .
أسقي الجذوع العطشى.
ومن أنساغ روحي أرضع الأغصان.
***
لا مكان يليق بفضة روحينا.
لذلك فتح النوم ذراعيه
صرنا نلتقي كثيرا
أنا وصديقي الذي سرقته الهاوية.
شكرا أيها النوم الرحيم .
***
صامت وبعيد مثل الله.
صديقي الذي إنتظر طويلا
أصابع الخزاف.
***
قلت للجرة : أنت أختي.
فزمجر الماء : أنت صنوي.
***
الكلاب التي تنبح
هي غرائزنا السائبة.
***
سأصير تاجك بعد حين.
***
بمقدورك أن ترى الروح.
ترصد حركاتها المدهشة.
من زجاج العين.



فتحي مهذب - تونس


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى