صلاح عبد العزيز - إضاءة على نص ياسين الخراسانى " أنا داخل لعبة الابجدية"

الصوت والحلم مترادفان للصمت فيما يشبه لعبة بين الحروف والابجدية فهل الأبجدية تعلى من شأن الحروف وهل الحروف تعلى من شأن الأبجدية ربما فى الذات الشاعرة التى تتيه فى جنبات اللغة تختار وتنسق وتتموضع فى التيه اللغوى الذى يتحول إلى حداد يليق بطروادة البائسة وفى التيه اللغوى تعرف الذات الشاعرة نفسها لأن الحروف معلقة فى الفضاء لذا فالعناد مع النفس كالعناد مع الحبيبة ففى داخل لعبة الأبجدية يتردى بين الصوت والحلم حرفان دامعان لم تفصح عنهما الذات الشاعرة لأنها أوقفت نبض الحياة فلا حلم إنما حصان ملغوم ينتظر فكأنما ابن من أبناء طروادة يستشرف الآتى واللغة لا تسعف

انا داخل لعبة الابجدية

ياسين الخراسانى

ليسَ لوْني شُعَاعًا
أنا داخلٌ لعبةَ الأبْجَدِيَّة ...

بينَ صَوتي و حُلمكَ حَرْفانِ يَلتَمِعَانِ
فلا تَقْتَرِب
ربَّمَا أدمَعَت عَيْنُكَ الدَّمَوِيَّة
لحنًا يُرافِقُني إلى مَهَابِّ الغِيَاب

كان قَلبي يُقَلِّدُني في دَقيقَةِ صَمتِي
فأوقَفَ نَبضَ الحَيَاةِ إلى حينِ نَومِي بقُربِكَ
هذا الحِداد يَليقُ بِطَروادَة َالأثَرِيَّة
فقلبي كلُغْمِ الحِصَانِ
مَليءٌ بجندٍ تُرابِطُ منذُ رَحيلِ القَمَر ...

ربَّما كنتُ ...
كنتُ خفيفًا إلى حَدِّ أنِّي
أتيهُ على جَنَبَاتِ اللغَة

هذه الأرضُ تخنقُ أبنَاءها غِيلَةً
و تُريدُ حُروفي مُعَلقَّةً في هَواءِ العِنَاد
فأصبحتُ أنكرُ لوني:
أنا لستُ من كنتُ
لستُ أنا
و هويتُ
سماءً بدونِ دليلٍ
تُرابيةً مِثلَ أغلبِ من يصْعَدُونَ إليها
و أحْبَبْتُ مثلَ مُراهِقِ صفٍّ
فتاةً تُعاندُ مِثلي:
"أنا لا أحبّكَ ...:"
أنا لا أحبّكَ ؟
قلتُ لماذا يَطيرُ السَّحَابُ إلى عُشِّهِ في بِلادِ العَدَم
أو لماذا تعودُ الظِّلالُ إلى أغنِياتِ النَّدم
الفتاةُ أرادَتْ نُجومًا كقِرطٍ على أذُنَيها
و قلتُ سَيُصبِحُ ليلي حَصينًا
أنا
داخلٌ لُعبةَ الأبْجَدِيَّة ...

تعليقات

أخي الشاعر الكريم صلاح عبد العزيز،
إضاءة مرهفة حصيفة للنص. شكري الخالص لشرف قراءة ونقد من عارف بالشعر وابعاده.
دمت في خير وعافية.
 
قراءة مكثفة ولجت إلى النص من بنيته اللغوية سالكة دربها إلى المضمون بفطنة خبير ، تاركة الباب مفتوحا على مصراعيه لتأويلات رمزية محتملة.
دمت بكل الخير الغالي صلاح عبدالعزيز .
 
أعلى