نزار حسين راشد - إلى بيروت

طار الغراب
طار الغرابُ
محاذراً أن يرصدوه
مُحلّقاً فوق الخراب
طار الغراب
وجاء ألفونس العزيز
بالبدلة الزرقاء
ليوقّع الشيك السخيّ
ويمنح البركات
وانسحبت
إلى خفاء الظل
الجبّة السوداء
وأنا الفلسطيني الذي
قد عشت في بيروت
عمراً
في هامش الإقصاء
فبقيتُ أبيض طاهرا
من رجس
أضواء الحمراء
اتظنُّ طاب بي المقام
بقرب مائدة اللئام؟
لم يرعووا ابداً
بل قد أمعنوا في الغيٍ
حتّى هدّموا
سقيفة السوري في عرسال
"وما وراء عرسال"
اليس حقّاً يا إمام؟
بيروت:
تلك القرية التي
بطرت معيشتها
فضنّ المتخمون بها
بكعكة يضعونها
في يدِ طفلةٍ جوعى
حتى مات منتحراً أبوها!
أفليس حقّاً
أن يلبسها الله لباس الخوف والجوع؟
بيروت التي أصبح عنترٌ فيها
ملك الحشيش والأفيون والتكييف
لا ملك السيوف!
بيروت في قلبي صدىٍ وأصداء
عودي إلى درب الإله
بغير كاهن أو إمام
فلقد أضلّوك الطريق
وإن كذّبتني فاسألي جبران
آسفٌ ففيك أكثر من جبران
لكني قصدت جبران النبي
فذكرت سميّه تويني
يا قاتلة الفرسان
عودي إلى درب الصواب
ففي رقبتكِ
أكثرُ من دمٍ
يضاف إلى دمي
والحقّ الذي يوقظكِ
أو يبكيكِ
اولى واجدر من
باطلٍ يواسيك
هذا أوان الدمع فابكي ندماً
لعل الله يمُدُّ يداً
ترُدُّ لك الحياة
تنجيكِ من دَنَس الخطاة
ومن بأسٍ تداويكِ
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى