عباس ثائر- جندي يغادر فيموت أب

على الذين انجبوا اطفالًا كثيرين ألاّ يموتوا
على الذين يعشقون من نظرة واحدة ألاّ يسافروا
على الذين يعتقدون أنّ الإنسان لقية أثرية أن يندثروا، ليعشوا لقىً، لقى فحسب.
على الذين أنفقوا حياتهم في المحطات ألاّ يصلوا.
على الآباء ألاّ يكبروا، وعلى أطفالهم ألاّ يشبوا، على المرآة أنّ تفسرَّ التجاعيد في وجوههم: أشجار حاولت أن تثمر في زحمة الفؤوس ورواج التوابيت..
على المحطات أنّ تغلق أبوابها؛ فربَّ جندي يغادر لحرب فيموت أبٌ
ربّ جندي يغادر لحرب؛ فيموت طفلٌ
ربّ جندي يغادر لحرب فتموت أمٌ.
الجنود لا يسافرون، هم يغادرون فقط.
لم يبقَ شيئٌ سوى أنّ نغلق هذه الصفحة ونعود للمرء.
المرءُ الذي يعمل كثيرًا، يقرأ كثيرًا، وكثيرًا ينام، ولا يشعر بثقل رأسه ولا تؤلمه كتفاه؛ حتى يسأل: لم جئتَ بيّ هنا؟
فلنسافر ولو بالنظر للبعيد
فلنسافر ولو من خلال الآخر المسافر؛ ربما حمل شيئًا من ذواتنا معه، ربما تحدث لامرأة كنا رأيناها في الحلم، فقفز شيء من ذواتنا؛ تحدثها عن ذلك المنام، فيتسع الحديث ولا معنى يضيق، ويتوفر المكان!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى