فتحي مهذب - الحياة مرة واحدة.. شعر

الى روح ناجية الحبيبة .

هكذا تقول أمي
أمام واجهة الكنيسة..
أمام تمثال يسوع المحدق في
خبزنا اليومي..
أمي التي عمدها قس بدم الذبيحة ..
وتوجها بحكمة الهدهد..
- سيكون جرحك ميراثا للآتين
من نفق الجسد..
هكذا تمتطي صهوة الريح..
تقول للنائمين في قاع السهو..
الحياة مكلفة جدا..
غامضة وماورائية..
أحيانا تبدو محدودبة
وعلى ظهرها أكياس الحظ العاثر..
في حديقتها كم هائل من الثعالب السيئة..
نبتة غريبة تنمو في العتمة..
نبتة اللاوعي المتخفية..
غراب يقذف فيلسوفا بالحجارة..
شجر يصطاد غيما ناعسا
بذؤابة ضحكته الطويلة..
وردة البراقماتيزم الملعونة..
ناس يدخلون ويخرجون مصادفة..
غالبا ما يسقطون داخل حفر النسيان..
بعد مغامرة مريرة ..
وفرقعة عظام العقل على أكمة الأسئلة..
وامتلاءثقوب الحواس برمل الخديعة..
فعلا الحياة رغم مسامير هذه الرحلة المختصرة..
رغم صلبانها اليومي الجاثم على أكتافنا..
عواء الأضداد في غابة الجسد..
صفير مفاصل الهزيمة..
أرجوحة الليل والنهار المصنوعة
من العرق والزئبق..
فداحة موت الأشياء الأثيرة..
وغياب عربة الشمس في الأفق البعيد..
هروبها من الأشكال المتصدعة..
استنكافها من زيارة الموتى..
والمعتقلين في بيوت النسيان..
رغم ذلك الحياة غير مملة..
لا تسبح في النهر مرتين..
عميقة مثل دقة قلب الدوري..
جديرة بمديح أوركسترا الروح..
رائعة وحلوة وجديرة بتصفيق جماعي .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى