بوعلام دخيسي - مُتعَبٌ بالذي في يدِي من فراغْ.. شعر

بلاغ:
مُتعَبٌ بالذي في يدِي من فراغْ..
متعب بالسكونِ،
تعمَّدتُهُ
كي أكفَّ عن الشِّعرِ،
لكنه صار أبلغَ.
مَنْ علّمَ الصمت هذي البلاغةَ؟
منْ أمَرَ الليل أن يستمرَّ
لكي يستقيم هلالُ الصِّبا،
ثم زاغْ..
!!؟
بلاغ 2.
متعب بالبياضْ،
هو ما يقرأ الناسُ
من صفحاتي التي أرَّقَتْني
وأرَّقَني رقْنُها
ثم تصفيفها
لمْ يزلْ قارئي يدرُس العتباتِ
يُحَلِّل ما لمْ أقلْهُ.
يجِفُّ إذا فاض حبري،
وإنْ جفَّ حبري
اْسْتفاضْ.
يكتفي حين يأتي إلى الشِّعر وَصْفاً
ـ بقَدٍّ
ـ وطولٍ..
ـ وخالٍ على الخدِّ..
لا يذكُرُ الحَمْلَ قطُّ،
ولا يحتفي بالمخاضْ.
بلاغ 3
متعب بالحياةِ
ولا علم لي
هل عبَرْتُ إلى الموت حيَّا!!
بلاغ 4
متعب بالزمانِ،
طوته الهزائمُ تِلوَ الهزائمِ
طيَّا
.....
بلاغ 5
متعب بالسرورِ يُنغِّص أحزانَ قلبي،
فلا أذكرُ الماءَ إلا خريراً،
ولا الصخرَ إلى لفيفا من الرمل،
لا أكتبُ الشِّعرَ إلا إذا:
قتلوا الطفل في غارةٍ..
أو
دعَوْا للقطيعةِ..
أو
خانَ من لم يكنْ قطُّ للأصدقاء وفيَّا..
بلاغ 6
متعب بالأماني
وما في الملاحم من صورةٍ للقمرْ.
كل ما في قصائدنا من زمان الحداثة
شتمٌ
ورفضٌ
لِمن لم يفوزوا.
متى نحتفي مثلهم بالظفَرْ؟؟
بلاغ 7
متعب بالمكانِ،
يحِنُّ الهنا لهناكَ
وهذا لذاكَ..
ودِدتُ لوِ اتَّحَدَ الكونُ في نقطة واحدهْ.
بلاغ 8
متعب بالذي في دمي..
....
بدمي..
بعروقي..
بهذا الفؤادْ
!
!!
كيف يهوَى سوايَ
فأشقى وحيداً؟!
لماذا يبايع غيري،
وقد كان مِنِّي ولِي..؟!
كان يكفيهِ
ــ لو كان حقا فؤادي ــ
الحيادْ.
بلاغ 9
متعبٌ بالمدى.
متعب بالذهابْ.
متعب بالإيابْ.
مِن ترابٍ أنا،
وأصير إليه..
سأبحث عن حفنة كنتُها
كي تكونَ ليَ الشاهدهْ.
إن لي عند أمي قُصاصاتِ حبٍّ
تقوم الليالي لتذْكُرَني ساجدهْ..
تنحني كي لا أذوق انحناءً،
تُطيل الدعاءْ.
مَن يُحبُّكَ
ــ يا طالبَ الحبِّ ــ
لا يكتفي بالبكاءْ.
مَن يحبك:
ـ جِذْعكَ،
أو
بعض فَرْعِك
إن أدرك الغصنُ
معنى البقاءْ.
بلاغ 10
متعب بي أنا،
تلك هيْ
عُقْدتي.
مثقل بي إذا كنت وحدي،
أسير معي..
أستريح إذا ما أضفت الشدائد لي
وانتهتْ زحمة الوحدةِ...
11
متعب بالوفاءْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى