حسن لشهب - انتظار

وتدور عجلة الزمن أو على الأقل يبدو الأمر كذلك …

في عينيها تظهر آثار وعلامات خوف . منذ فترة تجلس داخل بيتها القصديري وهي في حالة انتظار ..سنوات من الانتظار وهي تعتقد أنه سيعود و أن الباب سينفتح ويكون كل شيء سهلا وسائغا كالحليب.

ويستمر الانتظار…

كانت في ما مضى شابة جميلة عاشت الحب، وما تزال تتذكر الحب ،ضحكته،خطواته، صوته الجهوري…

ما تزال تتذكر كل شيء وكل لحظة من حياتها إلى جانبه . لم تعد تطيق هذا الصمت المطبق. لقد خانتها الدنيا وسجنتها في تفاهة مرعبة.. بين الفينة والأخرى تبكي ، حين تغشاها أمواج الذكرى والحنين..

الباب لازال لم ينفتح بعد ...ما باله يعاند الحلم الذي طال انتظاره بلا جدوى ، ربما لن ينفتح أبدا ، صارت تعرف الآن بقدر كبير أنه لن يعود ..

وعلى حين غرة داهمتها ذات ليلة رغبة لشم الهواء، كما لو كانت في شوق للسكينة والهدوء ...

وابتسمت وهي تغادر بيتها القصديري حيث تسكن وهي وابنتها ، أغلقت الباب دون ان يحدث صريره المزعج كالعادة ..

ليلة رائعة هكذا فكرت وهي تبتعد شيئا فشيئا عن بيتها. هدوء غريب كان يسيطر عليها وهي تمشي مستسلمة. ولأنها تأخرت في العودة داهمت ابنتها مشاعر قلق شديد فأخبرت الشرطة عن مغادرة أمها ومصيرها المجهول..

بدورها كانت تنتظر بجانب الباب أحيانا تحتضنه وكأنها تريد أن تبث فيه بعضا من حرارة جسدها ..

تعد الساعات ساعة ساعة بلا جدوى ...

حتى فتح الباب فجأة ذات ليلة.. فابتسمت، أليس كل شيء بسيطا وسهلا ؟ هكذا فكرت قبل ان يلج من دفع الباب الى داخل البيت..

كان هو الرجل الذي تحبه فلا شيء يمنع الأرض من الدوران ..

كل شيء في دوام في ما وراء المتوقع … عانقت العائد بعد غياب وأغمضت عينيها تستعيد بعض السكينة ،وغمرها شعور بالسعادة ...

وفجأة قطع عليها شعورها اللذيذ طرق خفيف على الباب ربما تكون أمها ..

من يدري.!؟


حسن لشهب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى