مصطفى الشليح - عزلة الأرض.. شعر

العزلة القُصوى تفكِّرُ
كيفَ تولدُ صورة، أمن التوتُّر
أمْ لأنَّ العزلة الأولى تنامُ ولا تفكِّرْ ؟
غزلتْ يدَ المعنى
عيونُ الأرض، وانتظرتْ،
لتنقضُ غزلها، شمسَ الخرافة؛
تتفحَّصُ اليدُ شكلها
تتلخَّصُ الأشياءُ بين خطوطها
لكنَّها إنْ تبسُطِ اليدَ ليسَ تقرأ قولها؛
تلكَ الخرافة أرضُها
يدُها التي كانتْ تحدِّثُ بعضَها
تنسى، على آياتها، يدَها ليلبثَ بعضُها؛
ماذا تبقَّى للخرافة
كيْ تشقَّ الأرضُ ثوبا ثانيا
والأرضُ، عارية، تذوقُ الوقتَ ثوبا فانيا ؟
ماذا لهذي الأرض منكَ
وأنتَ تنحتُ وجهها بيديكَ فيكَ،
وأنتَ وجهكَ. في يديها، لا يكونُ لديكَ ؟
الوجهُ، والمرآةُ، والأشجارُ،
ذاكَ مثلثٌ أضلاعُه أوجاعُه. الوجهُ
هندسة الطبيعة أيُّها الرائيُّ، والوجهُ اختيارْ؛
هلْ كنتَ وجهكَ لحظة المعنى
وحولكَ للخرافة لحظة، وبها القناعُ
يجوعُ، كالضَّوء الذي يعشى، وكالمبنى ؟
هيَ هذه الأشجارُ وجهكَ أنتَ
هلْ عيناكَ، ترتعشان، إلا شهوة الأوراق
منْ ماء البداهةٍ تزوجَ شمسَه فإذا هما أوراقْ ؟
هيَ هذه الأشجارُ تبذرُ وجهها
في تربة الجسد العاري يجذِّرُ ظلَّها
والأرضُ تخفرُ ذمٌَة الأشياءِ ترصدُ شكلها؛
حتَّى إذا عطشتْ بعزلتها الأولى
إلى ما قبلُ، سرتَ بها إلى بئر هناكَ
وقلتَ: هذي البئرُ ما كانتْ هنا، ولكنْ مِنْ هناكْ
وقلتَ: كمْ حُمِّلتُها والأرضُ تمشي
بين فرش ثمَّ نعش هذه الأرضُ التي تمشي
وكمْ أجملتُها في وقفةٍ، والبئرُ تجهشُ: مَنْ هناكْ ؟
وقلتَ: لي منْ عزلة أرضٌ
أهشُّ بها على أرض يفرُّ غزالها
في صورةٍ ليستْ تفكِّرُ حين كادَ سؤالها.
.
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى