حسن محمود حسن - رحلة عبر الأزمنة

احببتك كما كنت افعل في رحم امي. وتمنيت ان نلتقي منذ وانا نطفة، انتظر بفارغ الصبر ذات قبلة تجمعني بك.
خُلقتُ من ماء وزرُعتُ في وعاءٍ كان شفافاً للغاية، مررت بأطوار عدة نطفة، علقة، مضغة، وتكونت العظام ثم اكُتسيت عظامي باللحم ثم نفخت الروح في جسدي وصرت ذا وجود وكينونة، رحم امي كان مدينه كبيرة ذا تكنلوجيا مبهرة ارضهُ امشاج وخلايا وسماءةُ شاشة شفافة كبيرة.
الغيوم متراكمة اليوم كغير عاداتها في المساء والقمر يضحك بصخب شديد والشمس في الجهة الآخري تنادي علي أبناءها الصغار.
كنا جمعٌ غفير ولم نكن نعلم بأحداث الزمن الماضي والمستقبل. بيننا يوجد عراف. ذات يوم والشمس في مستوي الشفق حدثنا عن المستقبل وأننا سنخرج من مدينه رحم أمي واخبرنا ان عمليه الخروج تسمي ولادة.
أخبرنا عن ماضينا وعن ما هيتنا.
الأمر غريب برمته وازداد غرابة بانه يمكن ان يجعلنا نري مستقبلنا بعرضة في السماء الشفافة. جلست مصدوماً في غشائي، واضحيت أفكر. في اليوم التالي تجمع نفرٌ غفير امام العراف لنختبر مدي صدقة ويختبر هو مدي صبرنا. كانت الفاجعة كالهول في مصيبتها انا انظر لنفسي وكأني انظر اليها في مرآة. الفرق فقط ان هنا انا اتحرك داخل مرآتي. طفل صغير يحبو يتمتم ببعض كلمات والناس من حولة في هرج ومرج. كبر قليلاً َ وصار يحبو ويتذوق اي شيء بفمه ثم مشي وبدأ في اكتشاف ماهية الأشياء. كل هذا يحدث امامي وانا في صمت بليغ مدهش. كل الذين معي كانو هكذا. ولادتي كانت متعسرة بعض الشيئ فقد ولدتُ في مكان يسمي بالمستشفي بواسطة طبيب أذناه كبيرتنا كما اذكر. لأول مرة وانا في رحم امي أعرف الحب واجرب إحساسه فقد رأيت حبيتي وسط ازهار القرنفل تضع طوق من الياسمين في شعرها وتقفز مثل الأرنب في خفة تمنيت ان تتحقق اسطورة العراف بولادتي مسرعاً فقد وعدنا ان هذا الحدث قادم لا محالة.
اضحيت احلم كل يوم بها واحلم بولادتي وفي كل صباح ارفع راسي نحو السماء واشاهد الفلم امامي، مشاهد محزنة كموت بعض الأصدقاء وأخرى جميلة كملاقات حبيبتي وجلوسي تحت القمر اعزف بعض الموسيقى . تطور قدارتي كثيرا فالعراف رأي الخير فيني واني ساغدو ذا شان فأعطاني بعضٌ من قواة فصرت أرى مستقبلي كما علمنا في اي مكان. صرت اتلهف لرؤية شريط حياتي.
عرفت احساس الألم، الألم مفجع لونه اسود قاتم والحياة سرمدية. كل يقيني بأني ساعيش حياة مفعمة بكل شيئ وقد كان ذلك حبيبتي كما رايتها تشبه تلك التفاصيل التي حفظتها عن ظهر قلب.
صدق العراف وولدت كما قال لنا، بدات رحلة جديدة وعمر جديد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى