عبدالعزيز آل زايد - أقيموا عرسًا لفلسطين

طرفان يسير كُلّ واحد منهما نحو ما يراه صائبًا، فكيف نصلح بين المتخاصمين الأشقاء؟، وخاصة أنّ التّشنج والغضب قد يفقد الحكمة في كثير من المواقف الصّاخبة، شاهدنا بالأمس انسحاب العديد من الرّوائيين الأماجد من جوائز عربيّة عالميّة لارتباطها بدولة الامارات، احتجاجًا للعلاقات الثّنائية بين الإمارات العربيّة المتحدة وإسرائيل، الاتفاق الذي أعلن عنه في 13 أغسطس (آب) 2020م، والمنعوت باسم (اتفاق إبراهيم)، الإمارات تعتبر هذا الاتفاق فتحًا لصالح فلسطين ولصالح الأمة العربيّة، باعتبار أنّ هذا الاتفاق يستهدف فيما يستهدف فيه مكاسب منها إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.​

فالإمارات في نظري تحاول النّظر إلى الجانب المضيء من هذه الصّفقة، وتراه شجاعة وموقفًا رشيدًا يتحلى به الرّجل الصّعب في الزّمن الصّعب وفي الموقف الأصعب، بينما على التّلة الأخرى يرى الأدباء الكرام أنّ هذا الموقف خطأ عربيّ قاتل وقعت فيه كلًا من مصر والأردن سابقًا، وجاء الدّور على الإمارات لتكمل عقد الخطأ ولتتبوّأ المقعد الثّالث عربيًا، وهو بوابة لدخول دول عربية أخرى، يرون هذا الموقف الإماراتيّ شامة سيئة في جبين الأمة العربيّة والإسلاميّة ويصفونه بـ (التّطبيع)، فيدينون موقفها ويعتقدون أنّه من الواجب على كلّ مخلص للقضيّة الفلسطينية أن يندد بهذا الاتفاق.​

حديثي ليس سياسيًا ولا يمت للسّياسة إلا في بؤرة التّماس الصّغيرة، وغايتي الانتصار إلى الازدهار الأدبيّ، لهذا أرى أنّ الانسحاب من جائزة الشّيخ زايد للكتّاب، وجائزة البوكر العربيّة وسواها، ليس حلًا، إذا كانت غايتنا العثور على الحل الأمثل، كلنا مع فلسطين، ولستُ إلا فلسطينيًا من ديار الحرمين الشّريفين، فالحجاز القبلة الثّانية، وفلسطين القبلة أولى، ولمحبتي لهذه القطعة المقدسة انتجت (القدس طابع بريدي)، وهي مجموعة قصص قصار، لم تنشر بعد، وأقول في معشوقتي فلسطين (وطني القدس)، حيث يغرد به القلب مع ألحان إيقاع النشيد الوطنيّ الفلسطينيّ؛ فأقول فيما أقول: "بلادُ القدسِ في قلبي، وقلبي فيه أوطاني، فكم من قبة تزهو، إذا ناجتكِ ألحاني؟!، وكم من نجمة ترنو، إذا غناكِ وجداني؟!، بلادُ القدسِ أعشقكِ، وعشقي رسمُ فنانِ، سأرسمُ فيكِ مبدعتي، نخيلًا .. ذات أفنانِ".​

عليه أرى أنّ الصّواب لا يتمثل في الرّد السّلبي بالانسحاب من الجوائز العالميّة لكونها ترتبط بعلاقات سياسية، بل الصحيح ردّ الفعل الإيجابيّ وهو تدشين جوائز أدبيّة فلسطينية، فالصّراخ بحجم الألم قد لا يكون مؤثرًا، مع كامل الاحترام لمن اختار الانسحاب حلًا، وهذا العام الجديد قد بدأ والنّظرة الإيجابيّة تسيرنا لتخطي المواقف الصّعبة بنظرة (موجبة)، كإقامة الأعراس الأدبيّة للقدس وفلسطين، ما أجمل القلم حين يواسي شقيقه الفلسطينيّ، ما أجمل أدب الشّجاعة الفلسطينية، الهروب الاحتجاجي لا أراه مثمرًا، بقدر ما أرى الثّمر في توجيه المداد نحو اشراقة أمل فلسطينية مرتقبة، لهذا أقول: "أصدقائي الأدباء، قدموا احتجاجكم بتقديم بضائعكم، وليكن التّوجيه فلسطينيًا بحجم الغيرة عليها"، أما بالنسبة للإمارات فإني أراها من الدّول العربيّة المخلصة والصّديقة للأدباء ولصياغة الأدب وتطويره وتطوره في العالم العربيّ برمته، الحمد لله أني لم أقطف جائزة إماراتيّة حَتّى اللّحظة، حَتّى لا يقال أني أدهن لصالحها، نؤكد أنّ الغرض من هذه المقالة ليس إلا من باب النّظر الإيجابي للأمور، ومن باب: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)، ومن باب التّفكير خارج الصّندوق إيجابيًّا، فليس صحيحًا أن يتراشق الأصدقاء، وغاية الجميع الانتصار لصالح فلسطين، اختلف معي كيفما شئت ولكن كن إيجابيًّا وتصرف حضاريًّا، من حق كلّ واحد أن يقول قولته، والأجمل أن نجمع قلوب الإخوان على دائرة بيضاويّة يحتسون فيها السّكر والعسل، لا الخل والحنظل، والمجد للأدب وللشعب الفلسطينيّ الكريم.​

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى