عائد خصباك - ما يستاهلش سعيد يموت والنبي

ما كتب نجيب محفوظ سيناريوهات رواياته للسينما، كتبها آخرون، لكن الأستاذ نجيب كتب سيناريوهات عدة لروايات غيره من الكتاب ومنها "لك يوم يا ظالم، ريا وسكينة، الوحش، شباب امرأة، بين السماء والأرض، جعلوني مجرما" وغيرها من الأفلام.
أما رواياته التي تحولت إلى أفلام سينمائية "بين القصرين، قصر الشوق ، السكرية ، اللص والكلاب، خان الخليلي، وسواها فقد كتب سيناريو كل منها غيره من الكتاب.
السؤال المهم: أيهما استفاد من الآخر: السينما أم نجيب محفوظ، قد يقول قائل: أسهمت السينما من خلال الكثير من الأفلام في ذيوع شهرة نجيب محفوظ بين الأوساط كلها، "لا أعني بالطبع بين المثقفين والكتاب ومحبي الأدب" بمعنى أن الكثير من المصريين وغير المصريين لم يقرأوا رواياته، إنما تعرفوا عليها من خلال مشاهدة أفلام السينما وللسينما جمهورها العريض وقلما يتوفر لنص أدبي قراء عددهم كعدد جمهور السينما، ومحفوظ قال مرة: للسينما وسيلة فعالة في الوصول إلى الناس ممن لم أكن سأصل إليهم بالأدب.
وفي مقهى ريش بوسط القاهرة، كان الأستاذ نجيب في مكانه المعتاد من الجلسة، وحوله كثير ممن اعتادوا الجلوس معه كل يوم جمعة وكنت بينهم، في ذلك اليوم تقدم منه شخص كان مارًّا على الرصيف المحاذي للمجتمعين، وهذا الشخص شأنه شأن الجموع العابرة من هناك وبالصدفة رأى ذلك الشخص نجيب محفوظ فعرفه، وفي الحال تقدم إليه وألقى التحية قائلًا بعدها: بعد إذن حضرتك وبقية الحضرات، ممكن أسألك سؤال يا أستاذ؟ قال نجيب: تفضل. قال الرجل: ليه خليت "سعيد "في فيلم "اللص والكلاب "يموت بعد ما حاصرته الشرطة، كان ممكن تكون النهاية أخف شوية، ده غلبان وضحية لظروف قاسية، هو اتسجن أربع سنوات بسبب وشاية من صاحبه حتى يبعده ويستولي على ماله وحلاله، وبعدما خرج من السجن شاف العالم قدّامه كله تغير، الصديق بقى عدو والحبيب خائن، حتى ابنته لم تعرفه، هوّ مش سعيد يا أستاذ، هوّ تعيس، ورؤوف مش رؤوف، هوّ شرير وقاسي، والنبي يا أستاذ، سعيد ما يستاهلش يموت.



L’image contient peut-être : 1 personne
L’image contient peut-être : 1 personne, texte
L’image contient peut-être : une personne ou plus


4
أعلى