هند زيتوني - ألقّن البندقية لغة الشعر

نتوزّعُ على هذا الكونِ بالتساوي
نصفُ الحقولِ مزروعةٌ بالورودِ الناعمة
والنصفُ الآخرُ زُرعَ بالخساراتِ الثقيلة
كان هناكَ الكثيرُ من الأحلامِ الجميلة
لكنها انتهتْ بكابوسٍ مرعب
في فمِكَ ملعقةٌ من ذهبٍ لتقيسَ بهجةَ حياتِك
وتحتَ لساني يسيلُ مرارُ الكون
أقيسُ عمري بالكتُبِ الممنوعةِ من النَّشر .
هذا البحرُ لك
حيتانُهُ النيئةُ ، سمَكُهُ النافقُ ، زبَدُهُ الفضيّ
أما الموتُ لي ؛ أروِّضُه كما أشاء
أوزّعُهُ على حيواتٍ قادمة
تلقّنُ مسدّسَكَ سرَّ الامتلاء
ألقًّنُ بندقيَّتي لغةَ الشِّعرِ والسُّقوطِ إلى الأعلى
ثمّ أتعلّلُ بالاحتضارِ البطيء
نتوزّعُ على هذه الأرضِ بالتَّساوي
في جيبٍ أحمقٍ واحدٍ
وُضعتْ كلُّ حقولِ النفط
وأكياسُ الطَّحينِ وحقولُ البرسيم لكيلا يجوعَ الذئبُ فيجترَّ نفسَهُ
عادَ الإلهُ إلى عرشِهِ بسلام
بعد أن وضعَ في جيبِ الأرضِ كلَّ الوصايا الطَّويلة
وكأساً من النِّسيان .
وهبَنا سماءً تُمطرُ رصاصاً ولم يمنحْنا مظلَّةً واقية .
كان علينا أن نخلعَ عن الترابِ ثوبَ الملل
افتعلْنا الحروبَ والدَّم
كتبْنا عن الجنسِ المحرّم
اخترعْنا طرقَ الموتِ الملعونةِ
لننسى صفقةَ الطِّين
ننشدُ معاً للدروبِ الطَّويلة ، للمآتمِ ، للأفراحِ ، للأمراضِ المستعصية
لكؤوسِ النَّبيذِ الرَّديئة ، للكتبِ الخارجةِ عن القانون
، لقَطْعِ الرؤوسِ بدمٍ بارد
نغلقُ السِّتارَ قبل
أن يصحوَ المتفرِّجونَ من النوم
سأصنعُ من هذا السيناريو
حبَّةَ منوِّمٍ ثقيلةً ، وأختفي

هند زيتوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى