محمد آدم بركة - القصة القصيرة.. البشر القادم

ثمة انفراج قادم؛ أو نقل مؤشر لبوادر انفراج في المشهد الثقافي مقبل على الواقع المشوه، وهذا إن تحقق سيعيد التوازن المطلوب في ظل سطوة الركاكة الجاثمة على السطح، وما أجمل أن يبدأ الانفراج بـ(صحيفة القصة السودانية) بعد شهور هالكات في ظلام الحظر السياسي -ليس الصحي- الذي أوقف الحياة الثقافية بأكملها الا من محاولات تومض كالبرق هنا وهناك في ليالي خريفية توعد بهطول البشريات ولم تفي.
صحيفة القصة السودانية التي ستصدر قريباً - مطلع سبتمبر- أهم ما فيها تحمل الوعي المنشود، النابع من عقول جيل قادر على قهر الظلام، عقول تشربت ونهلت من معين المعرفة الخصب، وحققت رصيد معرفي وفير قابل ليتضاعف ويصبح ثروات معرفية تقارن بقامات عظماء العلم والفكر، فقط إن سارت على ذات الدرب الذي هي عليه الآن.
هذه الإصدارة المتخصصة تصدر عن نادي القصة السوداني والذي حاله مثل جميع المؤسسات الثقافية الأهلية الفقيرة المعدمة المتناحرة الغارقة في ركام التنافر الآسن بفعل سياسات الإنقاذ المريرة، ولكن ما يحمد للإصدارة الأسبوعية أنها تقع على عاتق شباب هم صفوة الخيار في العمل الإبداعي على وجه التحديد (الصحافة الثقافية) على رأسهم صحفي مشاكس مهني عارف بالتقاليد وملم بالعقبات يعي عظم المسؤولية وقدرها، ومتجاوز بامتلاكه الأدوات الضرورية للعمل الصحفي في محيط الإبداع.
كحالي وغيري دائماً في المقارنة بيني ونفسي حول المناسب في موقعه السليم لمعرفة مستقبل الأشياء واحتمالات النجاح والفشل، وحين حاولت التفكير في خيارات أحق من صديقي نصر الدين إن وجدت لقيادة دفة رئاسة تحرير الصحيفة لم أجد من يفوق مقدراته ومعرفته وإلمامه بالشأن، ولغته السليمة التي يفتقرها الأغلبية في هذا المجال، ففي نظري هو المناسب تماماً فقط يحتاج لصبر يقهر به تحديات صناعة الصحافة خاصة في ظل الظروف التي بدأت تقعد صحف كبيرة، وأخرى تفكر في مغادرة السوق.
نصر الدين عبدالقادر ١٩٩٢م، لم أجد غير دأبه المتواصل في تطوير نفسه، فدونه سيرته وخبرته المهنية القصيرة يكفي أنه خريج كلية الأداب بجامعة الخرطوم، قرأ لـ هيرمن هسه الروائي الألماني، ومولع بالأدب الروسي والألماني، محب لمؤلفات ميلان كونديرا وآخريين، رشح لتولي إدارة الإعلام ببعض المؤسسات في عهد ما بعد الثورة بينهم وزارتين مهمتين، وهناك مشاورات لا تزال تجرى معه قد تصيب وقد تفشل في إقناعه، فالواضه أنه غالب بهرج السلطة واتجه لنصرة مشروعه الثقافي الجديد مكافحاً لأجل صحيفة القصة السودانية الصادرة عن نادي القصة السوداني.. هذا المشروع ينتظره المشهد ليرفد باحاته بالأحاجي والقصص والتحليل النقدي والأفكار التي تعكف السياسية التحريرة على تسخيرها لبناء المجتمع وتوجيه السياسية وتبصيرها لدورها المنوط بها.. تهانينا للقصة السودانية ولجموع الأقلام التي ننتظر منها الكثير.
على وعد الخير نلتقي


نقلاً عن صحيفة الجريدة عدد السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠


L’image contient peut-être : 1 personne


1598833313512.png


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى