بهاء المري - إليها..

ظَننتُ الوجدَ ولَّى واندثر
فبعدَ طُولِ تجاربٍ
اخترتُ اجتناب
كل صُنوف البَشر
ومِن وقتها
لم يَعُد في يومي جديدٌ
بل صار غَدى امتدادٌ لِما مَضَى
واضحَتْ ذكرياتي هي الأنيس
فلا تَطفل
ولا فضول
ولا نفاق
ولا رياء
ولا ضَجَر
*****
فقد كان ما كان في زَمني
منه ما ولّى مع الصَباح
ومنه ما لم تذروه الرياح
ومنه ما بقيَ بعضُ بقاياه
ومنه ما كان يَعجز أهل الأرض
عن إدراكِ معناه
ولكنه مَضى
*****
وهكذا كان الروتين الحياتي الجديد
حتى شاءت الأقدارُ للأمر أن يَنقلب
أتدرينَ متى؟
حين انسابَ صوتكِ الدافئ عبرَ الهاتف الخَلويّ
يُسائلني عن أحوالي
فضَربتِ مَثلاً في الوفاء يُحتذَى
ثم صارَ غذاءً للروح مُتصل
وليتَ الأمر عند هذا الحدّ كادَ أن يقتصر
فقد ِصرتُ في انتظار الصَوت في موعده
وكم كبَحتُ جِماحَ نفسي
حين نوَيتُ غير ذي مرة أن أتَّصِل
وكيف لا؟
وكأني إلى قيثارةٍ أستمع
أو بصوتٍ ملائكي قادمٌ من السَّحر
وما ازداد الاتصالُ إلا وازداد الحنين
ولم أجد لتطور الأحداث حدًا عنده يُمكن أن يَقف
*****
ولكنّى
ودون أن أدرى
استجمعتُ قُوَى الجرأة ومُقدرات الشجاعة
واستنفرتُ جميع مَلكات المُواجهة
ثم تواريتُ خلف حُصُون الخَجل
وكأني بطفلٍ سيُعلنُ أمرًا جَلَلْ
ولكنه لا يدري رَدّ فِعل أهلهِ
فقاله وهو يُفرُّ هاربًا
*****
طلبتُ منكِ اللقاءَ!
وما بين طَرفة عينٍ وانتباهتها
كانت استجابتِك
بل قُلتِ إنه كان مَطلبك
ثم حانَ
وكان أمرهُ واقعًا
لم أُصدِّقُ أنى في مَعيتك
وهالني الجمال؛ حتى خَشيتُ الحَسَد
*****
ماذا فعلتِ بيَ يا فتاتي
وما الذي أحدث انقلابًا هكذا، في كيميا الجسد؟!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى