عائد خصباك - حبة اسبرين

في تلك الجلسة، الجلسة التي تقدم فيها عم فلفل الجرسون من الأستاذ نجيب محفوظ، وربما قبلها أو بعدها بأسبوع، و قبل الثامنة مساء مر خيري شلبي متأخرا، في حدود الساعة ثمانية، سلم وأخذ له مكانا بجانب ابراهيم منصور، رحب به الأستاذ محفوظ وقال له : ما بنشوفكش بقالنا كتير يا خيري؟ انشاء الله وراها حاجة تفرح القلب.قال خيري : لكنك في القلب دائما يا ريّس، طبعا لكتابات خيري خصوصية لا تراها عند غيره ولك أن تعرفها من خلال جملته الشهيرة عن نفسه: " ما أنا إلا حكواتي سريح، شرير ومجنون، ولو كنت مثلكو عاقل، مكنتش هأبقى خيري شلبي" .
طبعا هذا الكلام قبل أن يكتب". السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوى، فرعان من الصبار،. وقبل أن يكتب، ثلاثية الأمالى: (أولنا ولد - وثانينا الكومى - وثالثنا الورق)، وقبل أن يكتب:"، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين، وصالح هيصة ونسف الأدمغة. و عشرات الكتب الأخرى
عند التاسعة والأستاذ محفوظ كاد يغادر، قال ابراهيم منصور لخيري: نقوم؟ قام خيري فورا ، قال الأستاذ نجيب على فين؟ قال ابراهيم، ما حضرتك عارف كل حاجة، يعني اللي يقوم مع خيري يروح لفين، دروب خيري لا تعد ولا تحصى، والتفت ابراهيم لي: يالله قوم معانا، قال الأستاذ غالي شكري: يقوم معاكو فين ؟يا عائد أقعد و خليك عاقل، هدول يودوك في داهية.
أنا أعتبر أن غالي هو معلمي الأول منذ وطأت قدماي أرض مصر والى اليوم لأسباب شتى وقد كتبت عن ذلك قبل هذا وكان حينها نشرت له كتبه: سلامة موسى وازمة الضمير العربي. و ازمة الجنس في القصة العربية . شعرنا الحديث الى أين . المنتمي: دراسة في أدب نجيب محفوظ و التراث و الثورة و غيرها كثير ،
دخل ابراهيم في جدل مع غالي لما سمعه يحذرني من الذهاب معهما، أنا اغتنمت الفرصة والى خيري شلبي قمت وهمست في أذنه: انتو حتروحو على فين؟ قال: أنت تعال معانا بس ، و مش حتندم. قلت : خذ ابراهيم و انتظروني عشر دقايق عنذ مكتبة مدبولي في ميدان طلعت حرب و اوعو تتحركو قبل ما أنا أجيلكو،( و المكان لا يبعد أكثر من دقيقتين سيرا على الأقدام.) أخذ خيري ابراهيم ، بعد دقائق قال غالي: أنت حتبقى قاعد في ريش والا مخطط لحاجة؟ قلت : أعتقد أني سأذهب الى البيت ، آخذ لي حبة اسبرين قبل أن آوي لفراشي.
أعلى