محمد صفوت - لقاء صحفي متوهم مع روائي

ـ لماذا تكتب؟
ـ تقريبا كل كـُتاب الأرض تم توجيه هذا السؤل لهم، وبعضهم كانتْ إجابته سخيفة كأن يقول أكتب لأغير العالم،رغم أنه لا يستطيع أن يـُغير وضع فنجان قهوة في نيش بيته،وبعضهم يقول أكتب لأن الكتابة تـُخفف من مـُعاناتي،ناسيا أن الكتابة هي نوع آخر من المـُعاناة،يوسف إدريس قال مرة أكتب لاستمتع،رغم أني أعرف أن الكتابة ليستْ امرأة ممتعة،بقدر ما أنها امرأة عصية المنال،تـُثيرك حتى تتقطع أنفاسك خلفها،أما عن إجابتي فهي مش عارف،لأني لو أعرف ما الذي يدفعني للكتابة لأبطلتْ هذا الدافع،أه والله،كنت ريحت دماغي،هي نوع من الإدمان المـُهيمن،إدمان ساحر مؤلم لذيذ مـُرهق،يجعلك تزهو بإدمانك أحيانا وفي أوقات يدفعك لكراهية ذاتك.
ـ ما رائيك في حركة النقد الحالية؟
ـ لا توجد لدينا حركة ولا نقد،معنى حركة هو التطور والزحف للأمام،ومعنى النقد،الفحص والتمييز لاستخراج كنوز ثمينة خفية،اذكر لي على يد واحدة اسماء خمسة نقاد يفعلون ذلك،من عدة أيام كان بعضهم ينشر دراسة عن مسرحية توفيق الحكيم يا طالع الشجرة،يعني بذمتك ما الجديد الذي يمكنه أن يضيفه ناقدنا الهمام؟
لا انزل من على الشجرة،تأمل حولك يا أخي،هذا نوع من الاستسهال ،وتكرار المكرر،وشرح المشروح،ثم تسالني عن حركة ونقد!؟ عيب بجد والله.
ـ ما طقوسك أثناء عملية الكتابة؟
ـ لا توجد طقوس للكتابة،هذا يسوقه الكتاب والشعراء لإضفاء الغموض عليهم،منذ أن قالوا أن الشعر يتهبط عليهم من وادي عبقر،لكن يمكن أن نقول هناك شروط مـُريحة ومـُنظمة لعملية الكتابة نفسها.
ـ ما أسباب سطوة الرواية على الأنواع الأدبية الأخرى خلال السنوات السابقة؟
ـ هذا كلام يـُشيعه كـُتاب الرواية ونُقادها وأصحاب دور النشر،قاله جابر عصفور ذات مرة،فأصبحتْ موضة كاذبة،عندنا أعداد هائلة من الروايات أو تدعي أنها روايات تصدر كل عام،ضجة زائفة،لكن السبب الحقيقي الذي دفع كثيرين لكتابة الرواية هو كثرة عدد الجوائز المـُخصصة للروايات.
ـ على ذكر الجوائز هـُناك بعض من الكـُتاب يدعي أنه لا يكتب من أجل الجائزة؟
ـ كاذب،وغير متسق مع نفسه،الكل يعشم في جائزة تـُعينه على أن يتفرغ للكتابة،أحترم من يكتب وعينه ليستْ على الجائزة،أي يكتب دون أن تـُملي عليه الجائزة شروطها،لكن من يدعي نبوة زائفة فهو رجل بائس,
ـ ما وجهة نظرك في ورش تعليم الكتابة؟
ـ أكل عيش،الكتابة لا تحتاج دروس خصوصية.
ـ ما رائيك في الكتابة النسوية؟
ـ هذا مصطلح فيه تدليس كبير،لا توجد كتابة نسوية وذكورية،الكتابة مش مدرج جامعة سعادتك،البنات على الشمال والصبيان على اليمين،هناك كتابة جميلة ورديئة،وبالمناسبة أنا لا أفهم لماذا تـُصر معظم الكاتبات على طرح قضية الجسد كقضية وحيدة في عملية الكتابة؟ الكاتبة العربية عموما حبستْ نفسها في خانة الجسد ،وبالمـُناسبة هذا لم يـُغير شيئا في منظور المجتمع للمرأة،بل كرس لهذا المنظور،وبالتالي لم يدفع هذه الكتابات إلى تطوير نفسها،والدليل أن أتحدى من يـُعدد على صوابع اليد الواحدة اسماء خمس كاتبات يمكن الاحتفاء بكتاباتهن. مش هيزيدوا على خمسة والله.
ـ ما رائيك في ظاهرة الكاتبات المـُنقبات؟
ـ شىء لا يمكن بلعه ولا هضمه بصراحة،أنتِ حـُرة في ملبسك،لكن الكتابة في الأساس فعل تمرد وكسر للمألوف،كيف تفعلين ذلك وأنتِ خاضعة لسلطة النقاب؟ هذا لا ينفي حقها في أن تكتب،لكن لا ينفي في المـُقابل حقي في تعرية الظاهرة،هذا يـُشبه عمر خالد الداعية السلفي الذي كتب رواية ما،ومش مشكلتي إنها ممكن تكون وزعتْ اكثر من نجيب محفوظ،أنا لا يمكن أن أتقبل ظاهرة السلفي الذي يكتب الروايات،لأنه ببساطة جاي من منطقة تاني خالص،غير منطقة الكتابة،قد يفلح مرة،لكنه لن يستمر أبدا.
ـ ما رائيك في تجمعات الأدباء والمثقفين؟
ـ تجمعات فارغة يأكل بعضها بعض،يقتتون على الكلام،أعرف كثيرين كون كل ما يسكن رأسه من أفكار من أحاديث المقاهي لا من خلال القراءة والكتب، هي تجمعات للنميمة والشللية والمصلحة،في أوقات كثيرة كان لا يتم اعتمادك ككاتب إلا إذا اعتمدك الجالسون على مقهى البستان أو بارات وسط البلد وشيلوك مصاريف الليلة،وقد مر وقت كان ينجمون فيه فلان لأنه من شلتنا،ويفطسون آخر لأنه من خارجها.
ـ وأنت محسوب على شلة من؟
ـ على شلة الكتابة الجميلة
ـ ليس لك شلة يعني؟
ـ أعتز بالكاتب المـُعتز بذاتيته والمـُكتفي بنفسه وعزلته
ـ ما رائيك في ظاهرة البيست سيلر؟
ـ لقب يتم منحه لكتابات الفشار والتسالي،وأغلبها مجرد مناورات وراءها دور النشر والفانز على مواقع التواصل،وبالمناسبة ليستْ ظاهرة جديدة،إسماعيل ولي الدين كان بيست سيلر في عز نجومية محفوظ،لكن كم يتذكر إسماعيل ولي الدين الأن؟
ـ بالمناسبة ما رائيك في أحمد خالد توفيق؟
ـ والله ما أعرفش عنه غير إنه كان كاتب،ربنا يرحمه
ـ هل الكاتب يجب أن يكون متواضعا؟
ـ ما فيش كاتب متواضع.
ـ من الكاتب الذي تنتظر كتابته بشغف؟
ـ أنا.
ـ أنت فقط؟!
ـ أنا لدي شغف لأن أنتهي مما أكتب،لكني مدين لكل الكتابات الجميلة،على سبيل المثال لا الحصر،وهنا أنا أذكر أسماء من على قيد الحياة وفي مصر فقط ومن قرأت لهم،أنا أحتفي بكتابات،وحيد الطويلة،طارق إمام،أحمد عبد اللطيف،محمد عبد النبي،حسن عبد الموجود، والترتيب لا يخضع سوى لشروط الذاكرة،هؤلاء يمكن أن أحتفي احتفاء خاصا بكتابتهم،يمكن أن أضيف إلى قائمة المـُفضلة لدي خمسة أسماء لن أذكرهم.
ـ ما شروط الكتابة الجميلة في وجهة نظرك؟
ـ الكتابة التي لا تخضع لشروط الكتابة،
ـ وماذا عن لغة الكتابة؟
ـ ـ اللغة في الرواية أكبر من أن تكون أداة توصيل وإبلاغ،اللغة يجب أن تكون من عجينة الكتابة نفسها،أقصد أن كل كتابة تفرض لغتها الخاصة،وتروقني اللغة السهلة المـُحملة بالمجاز والكثافة،ولا يمكن أن أتسامح مع كاتب مازالا يقول،وقد طارحها الغرام،أو ألقمه حجرا في فمه،
ـ اذكر كل ما يمكن أن تقوله عن كل هذه الاسماء :
ـ أشرف الخمايسي
ـ أحيانا أحس أنه كاتب جيد،وأحيانا ظاهرة فيسبوكية،والأفضل أن يلتفت للكتابة لا لإثارة الجدل.
ـ يوسف زيدان
ـ بلعوم كبير
ـ أدهم العبودي
ـ لم يكتب سوى حارس العشق الإلهي ومبروك على ما لم تروه ريحانة,
ـ أشرف العشماوي
ـ كان جميلا في تويا والبارمان،ولم تلفت انتباهي سيدة الزمالك
ـ أحمد القرمالاوي
ـ كاتب يلفت الانتباه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى