قبور جيدة التهوية!

كان جدي قبل أنْ يستقيل من الحياة تماما
ويخلي جسده من عهدة الوقت.
بين حينٍ وآخر يقيس مسافة عمره بالذكريات
وكمن يخاطبُ الصدى؛
يقول لنفسه بكل صوتها الحزين :
لا ينجبُ الوهمُ سوى المزيد منه دائما.
فتدبروا قبوراً جديدةً
سوى أجسادكم التي استهلكها صدأ الوقت.
تدبروا قبوراً واسعةً
لفارق التوقيت بين الحلم والريح.
تدبروا قبوراُ جيدة التهوية،
لتعيشوا فيها بأمان من تقلب الزمن
حرروا أنفسكم من سطوة التراب.
كان جدي يصرخ بالجدران؛
ليعرف هل مايزال الصدى حياً ،
وحين غادر جسده
بدأ تقويم الأحزان يحصي علينا
كل الأيام التي بعد موته شاخت دفعةً واحدة
وحتى الوقت صار أعمى
يتعثر باللاشيء
والهواء الفاسد يتسلل من قبور الكلمات
ويحطم الساعات البيضاء
نكايةً بالأيام السوداء
التي كان جدي يسميها أيام الأعداء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى