نبيلة الوزاني - وحدَهُ الحُبّ..

لا شيءَ أبعد
من هذه الوحدةِ وطعْمِ المِلْحِ
في طريقِ الأماني
لستَ وحدكَ
من تتحرّى عن دربٍ غادرتْهُ خطواتُهْ
مثلُك أنا ... أبحثُ عنّي
كقارورة عطر تُلملمُ بقاياها المُندلقةَ
على جدران غُربةٍ غامقةِ الشساعة ....
وأتمدّدُ على كواكبِ السكونِ
في فضاءِ الصمتْ
برؤيةٍ ضبابيةِ الصّدى
لا أكادُ ...... أميّزُ ملامحَ صوتي
هل لي بجرعةِ ضوءٍ
تُسِيلُ كثافةَ هذا الظلامْ ؟
----------------------
في هذا البُعدِ العتيق
تكتظُّ أقدامُ العزلةِ في شوارع مشاعري
أكبُرُ في صحراءَ ابتلعَتْها الشمسُ
نخلةً أضاعتْ مفتاحَ ظلّها
في مهبّ غيمةٍ ودّعتْ أعراضَ التزاوجْ
وأتكاثرُ اصفراراً
كلّما مرّ أمامي سربُ رملٍ جائعٍ
لأغوصَ في عمق عمقي
وأتظاهرَ بالنوم الكثيرْ
بينما أقتفي أنفاسَ الماء
---------------------
لستَ الحزينَ الأوّلَ
ولا المنهزمَ الأخيرْ
مثلكُ أنا مكتنزةٌ بأوجاعي
في أنيني أخضرُّ وأتصنّعُ الابتسامْ
وما تزال يدي تُمشّط خصلات ليلك ...
لا شيء بعدُ لوضعِ ثوبٍ للجوابْ
منذُ ......أنْ
غمستُ جلدي في بحركَ
وأنا أبحثُ عن صَدَفةٍ
على مقاسِ لوْنِ سؤالي
أليسَ من المفروض أنَّني حوريةٌ
علّمتْ ذراعيْكَ
كيف تكون السباحةُ أثناءّ المَدّ؟
----------------
وحدَهُ الحبّ يحفظكَ منّي
ما أزالُ بيني وبيني
أقرؤني أحلاماً وتنهيدةً بمساحةِ دهرْ
وأَرسمُنُي حديقةً رغم أنفِ الشتاءِ
وأقرؤكَ عُمراً تشاطرني إيّاه القصيدَة
كلانا مسافرٌ صوبَ ذات المحطة
بأرصفتها المزدحمة
بمصابيحها الغائمة
بقطاراتها التي تنسى مواعيدَها
بغبار مقاعدها
بي وبكْ ....وبأشيائِنا العبثيّةِ الرّزينة...
ولأنّي لا أُحسِنُ إلّا أنتْ
ولأنّكَ تُحسنُ العزفَ على وترِ القصيدْ
سأُسمِعُك بيني وبينَكَ ألحانَ مَجازي
وأَكتبُني شاعرةً مثلَكَ
تُدفِّقُ الحبرَ أنهارَ غرقْ.
،،،
نبيلة الوزاني
04 / 09 / 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى