مجدي حشمت سعيد - السُّلَّمُ.. قصة قصيرة

وُضِعْتُ على بداية السُّلَّم، وقفتُ، نظرتُ إلى أعلى، ياله من سُلم شاهق! بدأت الصعود بتمهل. مازال الدرج طويلًا، أسرعتُ، ثم زدت من سرعتي بأقصى ما أستطيع.

أصابني الوهن، وقفتُ لألتقط أنفاسي، فكرت في الرجوع ونظرت خلفي وأسفلي فلم أجد إلا الفضاء! ياللهول ...اختفت كل الدرجات التي صعدتها، ارتقيت درجة جديدة فإذا بسابقتها تتلاشى.

أصابني الهلع ولكن لا مفر من الصعود. صعدت وصعدت حتى أُنهِكَت قواي، تطلعت إلى أعلى... ها هي الدرجة الأخيرة قد لاحت أخيرًا.

ما هذا...أرى بعد الدرجة الأخيرة بابًا مُوصدًا؟!

واصلت صعودي بمشقة بالغة حتى وقفت عليها، ارتعشت رجلاي، معلق أنا على الدرجة الأخيرة في الفضاء والباب المغلق يواجهني وقد تلاشت تمامًا جميع درجات السُّلَّم أسفلي.

وقفت لألتقط أنفاسي الضائعة وشجاعتي المقهورة، مسحت العرق عن عينيَّ لأرى، ارتعشت رجلاي، حفظت توازني بصعوبة حتى لا أسقط، دفعت الباب بخوف وبكل ما تبقى فيَّ من قوة منهارة لأهوي في فراغ لا نهائي ابتلع صرخاتي.

مجدي حشمت سعيد

مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى