فائزة سلطان - رجع الخريف إلينا خائباً

رجع الخريف إلينا خائباً
يحمل على كتفيه مهاجرين مبللين بالدموع
واوراقاً ملّونةً من أشجارٍ تتعرى بتزامن
الحدود التي تحوّلت إلى حفرٍ عميقة
نرمي فيها خيباتنا المتلاحقة
وجزءاً من ارواحنا المتصدئة
الأوطان تهرب معنا
تترك الحروب والأزهار الذابلة
تحت رأس أمي المريضة
وشعاراتٍ جوفاء
لم يبق منها سوى حبرٍ صيني ٍ رخيص
تحت نصب الحرية
تهرب الحرية
هل تيقّنت أيها الطفل الضعيف
أن الحلم الذي همس به والدك
لم يكن سوى لقطة موجعة في التلفاز
وأنت تبكي تحت المطر
وهو يَُضرب ويهان
وإن العالم
العالم كلّه
رأى ميلادك وموتك
على كفّ البحر
ولم يعرف حلمك بعد
أيتها الأرض
كفي عن الدوران
اعتصمي مثلما يعتصم قلبي الآن
كوني ولو لمرةٍ واحدة
مسؤولة ًعن أطفالك المتراكمين على ظهرك المعوج
واهتزي تحت أقدام جنرالات الحروب
وقتلة العصر ومجانين الأديان وهلوسات الشياطين
ربما سيتساقطون مثل أوراق الخريف
توقفي عن الدوران
وانكمشي على نفسكِ
وحرري أرواح ضحاياكِ
ليجدوا الحرية أخيراً
في كوكبٍ آخر لا يشبهك
بل يشبه الحلم تماماً.

# فائزة سلطان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى