عبد الرحيم التدلاوي - جماليات كتابة الومضة في مجموعة "على حافة عمر هارب" للشاعرة فاطمة الزهراء بنيس..

عن دار البدوي بتونس، صدر للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس ديوانها الرابع "على حافة عمر هارب".
عن تجربة الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس يقول الناقد نجيب العوفي: فاطمة الزهراء بنيس، شاعرة، أو بالأحرى قصيدة شعرية طالعة من الحمامة البيضاء تطوان. فيها الشيء الكثير من بهاء تطوان ورقة تطوان ورمانسية تطوان، والمرء ابن بيئته وزمانه وسليل منازله ومدارجه. مع طلائع الألفية الثالثة تواتر الشدو الشعري لفاطمة الزهراء، بدأب وانتظام، متجددة ومتوقدة في شدوها باستمرار.
جدير بالاشارة أن فاطمة الزهراء بنيس، شاعرة وكاتبة، نشرت قصائدها الأولى مطلع التسعينيات من القرن الماضي في منابر ثقافية مغربية وعربية.
صدر لها سنة 2004 ديوان "لوعة الهروب"، المغرب، وفي سنة 2008 صدر لها "بين ذراعيْ قمر" في مصر، وفي 2011 صدر لها "طيفُ نبيّ" في لبنان. وقد تُرجمت قصائدها إلى اللغات: الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والمقدونية والرومانية.
على سبيل التقديم:

إن الكتابة الشذرية هي عبارة عن نهاية لبداية منبثقة من فكرة مكثفة مضغوطة، أو تحليل عميق
مركز يمد القارئ بمسار فكري مبني يغنيه عن عناء البحث والتقصي، وهو ما تتبعته الشاعرة في
قصائدها انطلاقا من اختيارها لكلمات خاصة تدل على حركية الكتابة والإبداع عن طريق خلق
الاستعارات التي تؤسس لعلاقة التلازم بين القراءة والكتابة عبر علاقة تأويلية تميز الكتابة الشعرية
وتبرزها في صور مركزة مملوءة بالإحساس، والحياة، والنبض.
ويعمد الشاعر في نصوص الومضة إلى نقل مشاهد الواقع في بناء معماري سمته الأساس التركيز الشديد والتقتير اللغوي القوي والتكثيف بغاية فتح كوى أمام القارئ لبناء النص من جديد وفق آليات التأويل التي تمنح النص رحابته المرجوة. ينقل الشاعر المشاهد التي أثرت في وجدانه وذهنه لغاية جعل القارئ يشعر بالمتعة التي شعر بها أثناء نقلها لغة. والبين أن المبدع ينتقي كلماته بدقة لتكون اللبنات المناسبة في معمار نصه؛ نصوصه.
تخير المفردات القليلة يحمل ثقل الدلالات المتوالدة عن هذا التكثيف ما يجعل القارئ يستحث ذاكرته القرائية والمعرفية لأجل الإحاطة بهذا الكم من الدلالات المكبوتة في إطار رسم الكلمات والتي تتفجر كلما قاربها المتلقي بالقراءة ليعيش الدهشة في كنف جمالية تفاعله مع النص. ففي نص

: *1 عبدالرحيم التدلاوي، جمالية الاقتصاد والتقتير في مجموعة "لم تلدني أمي بجناحين" لسعيد السوقايلي. ورقة تعريفية.
أدين بدين الحبّ أنّى توجّهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
تصدير يأتي بعد الإهداء ليخبرنا بالكثير؛ الحب الإنساني والكتابة المكثفة المعتمدة على الاقتصاد اللغوي والفساحة الدلالية، ولم يكن الاستلهام من الصوفية إلا للتعبير عن أمرين اثنين الحب الإلاهي المفضي إلى حب الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه، والكتابة القصيرة المكثفة والموظفة لخصائص السرد.
فمن أين تستوحي الشاعرة قصائدها؟
تستوحي الشاعرة قصائدها من الإحساس بالغربة و مما تراه في المجتمع من ظلم و من
تمييز وكذا من الحب كقيمة إنسانية قادرة على المستحيل وكذلك من أسفارها المتعددة، ففي كل سفر لا بد أن تعود بنص أو نصي.. .{من حوار مع الشاعرة، منشور بموقع إيلاف}
كل حرف في نصوصها الشعرية يحمل مشاعر حقيقية، وكل كلمة يجدها القارئ قد وضعت في مكانها دون إجحاف، وكل جملة فيها من الإيحاء والتكثيف الشيء الكثير نصوص شعرية تغوص في دواخل الذات الإنسانية.
كما نستشف عبر لغتها الشعرية ذات الحمولة السردية واقعا مهيمنا بقضايا إنسانية تثير عدة إشكاليات تتطلع للطموحات التي تسعى إليها الشاعرة قصد مسح ضبابية الواقع وسواده، وتحريره من ضيق الأفق.
استثمار الطبيعة، وغنى النص بمفرداتها:
البنفسج الذي يغمرني الآن
حدستُ نزيفَه منذ الأزل
لكنّي كتمتُ ما رآه عمايَ
حتى لا يوصد عليّ الهواء
يستحضر النص البنفسج وردا عطرا في جبين الحياة المرة، مع قيام الشاعرة بكتمان ما رآه عماها، لنلاحظ المفارقة بين المفردتين، بغاية حماية الذات من يد عابثة قد تمنع عنها الهواء كعنصر حياة؛ والشاعرة في مجمل نصوصها تعبر عن عشقها للحياة، وترفع من صوت نشيدها المعبر عن ذلك ، فضلا عن أهمية المعاناة في ولادة الكتابة، وحضور الحلم كفاعل في هذا الصوغ:
كنتُ أحتاج المزيد من الجراح
لأكون جديرة بهذا الألق
كنتُ أحتاج أن أتيهَ أكثر
لأدرك
وحده الحلم سيقطفني
وحده الغيم سيشعلني .
و تستمر الشاعرة في التعبير من خلال جملة من نصوصها عن تداخل الطبيعة والذات المتحدثة كما في قولها:
لا أذكر متى و لا كيف ؟
مسّني جنون هذا البنفسج
صدفة رمقتُني أمرح في مهاويه
أقتات على مسرّاته
في عرس هوايَ المُنكَّه بالنبيذ
ويتقوى هذا التماهي الجميل بين الشاعرة والطبيعة كما في قولها:
ياااااااااه
كم من غصن يرقص في جسدي
كم من لغة للهبل أتقن
كم من عصفور يسكن حنجرتي
كلما هامستني وُريقات هذا البنفسج
رنّت أوتاري .
من خلال معجم نصوص المجموعة يمكن القول إن الشاعرة تستثمر عناصر الطبيعة كبلاغة وإشارة عن التناغم بينها وبين الطبيعة وتعبيرا عن النقاء النفسي، وصفاء السريرة:
لن أبيّضَ خطيئتي
بيضاء بالفطرة
جدلية الحضور والغياب، وتنائية الفراق واللقاء، بين الأنا والهو، وحيث يحضر العنوان الكبير:
لم أرتد فيه الأبيضَ
كنت ملفوفة بفجر نديّ
اقتادني نحو ليلة معلّقة
كأنّنا كنا معا
و افترقنا لذنب لم نقترفه
ثم التقينا على حافة عمر هارب .
ويحضر الماء كعنصر حياة ولذة في الوقت نفسه كما في قول الشاعرة:
بلسانك
أرشفُ أنايَ
سلطانة
على عرش الماء
وإذ تمجد الحياة فإن الشاعرة ترفض المحو لأنه قتل وإزاحة من الحياة:
محوْتَني
لا أمس لي
لا غد و لا جذور .
استثمار الحوار للتعبير عن موقف الشاعرة الرافض لتصور الجماعة، تقول:
قالوا : قُربكَ مكروه
غوصكَ ملعون
بينَ ثناياك حُمم
لا يُغتفر رشفُها
قلتُ : عطشي سليل الأزل
كيف أغضُّ جسدي ؟
ولتتقوي دلالة افتخار الشاعرة بنفسها وبجسدها، ورفضها لكل تحجيم كيفما كان، تقول:
ثمة ملائكة تنفخُ في ريشي
تُحصّنني من اليابسة
تحفرُ في جسدي
سُهوبَ البهاء
تسريع الحدث بتكثيف الأفعال.حضور السرد.
هناك توظيف للسرد ويلاحظ في العديد من النصوص. لكن هناك نص واحد تم توطيف الفعل فيه بكثافة مما خلق سرعة في جريان الأحداث وتناميها لبلوغ النهاية المدهشة..
ألعبُ .. أركض .. أتلذّذ ..
أبوح .. أبكي .. أضحك ..
أصعد .. أهوي ... أموت ..
ثم أنبعثُ لأَعبَّ كأس الغواية .
توظيف الثنائيات الضدية لتقوية المعنى وتبيين الدلالة:
و كما تنثر الريح الغبارَ
تنثرني
تعلّمني أنّ النور الذي لا يحرق
لا ينير
و أنّ الماء الذي لا يُلهب
لا يروي
وكما في قولها:
لم أكن في البدء غير وصل مرتبك
لملم الله نُثاره و خلق وردة / أعني جسدي
هكذا أحسستُني في رحم أمي
حينما كان صوتها يئنُّ
و المدى مظلم
و أبي يبحث في القرآن
عن اسم يسترني .
فالنص يستحضر ثنائية الأب والأم، تنائية العري، وردة، والستر، الاسم.
وتأتي التنائيات الضدية، أحيانا، لخلق الالتباس، وإنبات الدهشة المحفزة لدى المتلقي، كما في قولها:
في الليلة السابعة بعد مولدي
عثر عليه
و لم يعثر عليّ َ .
فالتضاد قائم بين النفي والإيجاب: عثر لم يعثر، وهو تضاد محير، وسعي إلى البحث عن الذات في ظل ما تراكم عليها من غبار الإحباط، ومتلازمة الشرف، المشجعة على الإخفاء.
ثنائية الحضور والغياب، حيث الغياب جحيم، والحضور جنة، لن التنائية، هنا، ليست من أجل التضاد، بل بغرض خلق التساوي، فالمضاهاة تساو:
1) جحيم غيابك
يضاهي جنة حضورك
وخلال هذا النص، يمكن القول إن من خصوصيات نصوص الشاعرة الشعرية استطاعتها بكلمة أو كلمتين التعبير عن دلالات كثيرة ، فشعرها ناطق يعكس أحلامها رغم صمته، متسع رغم ضيق كلماته ، ومتحرك رغم سكونية مكوناته.
واختيار الشاعرة النصوص الشعرية القصيرة والمكثفة نابع من إدراكها أن "ما يعلق في أذهاننا ووجداننا سوى فكرة واحدة عميقة، أو لحظة إنسانية نبيلة، أما التفاصيل الأخرى فهي تتلاشى لكونها مجرد موتيفات تعين المتلقي لفهم موقف إبداعي كهذا، تماما مثلما علقت بذاكرتنا نصوص، نعم نصوص على قلة مفرداتها، كالأمثال والحكم التي تناسى الجميع ملابسات قصصها، والشذرات وأقوال العظماء والفلاسفة والأدباء والخطباء..."
وقد نوعت في الأساليب الشعرية التي وظفتها في التعبير عن رؤيتها الشعرية، إذ تميزت بجملة خصائص، كالإيجاز والتكثيف والإدهاش والمفارقة والقفلة المفاجئة والتناص،فجاءت قصائدها لتعبر عن طموح الشاعرة في قولؿ ما تريد قوله بأقصر الطرقؽ، مشحونة بالذات الشاعرة.
هذا التقتير اللغوي الشديد نجده في العديد من النصوص، ومنها هذا النص:
سكنتُ منارةَ عشق مُبحر
و نسيتُ حملَ أشرعتي
فعلى المتلقي أن يبحر في الكلمات لتوليد المعاني المقبولة والتي يحتملها السياق، ولا تكون مولودة بعسف وشطط تأويل.
تعمد الشاعرة إلى تكثيف الواقع عبر تكثيف الكتابة مستعينة في ذلك بطرق وآليات تسعفها في تجنب اللف والدوران، حتى لا تسقط في مطبات الكتابة التقريرية الفضفاضة، لذلك نجد أن الكتاب الناجحين يلجأون إلى توظيف عناصر إيحائية وترميزية على مستوى الشخوص والأمكنة والأزمنة واللغة المشفرة المكثفة التي تعتمد على بعض تقنيات الحذف والتناص والتشذير ... لتقديم الدلالات المشبعة التي تليق بالقارئ المعاصر الذي تربى في ظل عالم قائم على الاختزال والايماء والإيماض...:
و كفاكهة مُشتهاة لمعتِ
لا تحملين اسما
و لا وطنا
و لا رداء
عارية منك
سارية إليك .
فالنص جاء بأسطر قليلة، وكل سطر بأقل الكلمات، يرصد بحث الذات عن هويتها، ويرسم الخطو المتسارع باتجاه اللقاء المرتجى.
وهذا التكثيف ما هو إلا وجه من وجوه الحوار الذي تقيمه الشاعرة بين الذات والعالم عبر ثنائية البياض والسواد، وحيث نجد ضمور السواد وبروزه كنقط ذائبة في فنجان البياض، هذا الغول الذي يهدد الذات بالالتهام، لكن السواد المعبر عن الذات يظل مقاوما رغم ضموره؛ إذ هو ضمور ينطوي على قوة حضور وقادر على التمدد والتمطط ومصارعة البياض رمز الموت.
لكن الذات سرعان ما تستجمع نفسها، وتعلن عن حضورها القوي، كنوع من الاحتجاج على محاولات المحو والتغييب بالرغم من ألام الأعباء ومرارة الخيال؛ كونه خيالا محررا:
أودّع أعبائي
و أعلو وحيدة
يتبعني عطشي
و خيال تتجرّعه
سريرتي
لكن، سرعان ما يدب السؤال المعبر عن الحيرة، ويزحف على نفس الشاعرة، مستثمرة التناص، القرآن الكريم، كتقنية للتعبير عن هذه الحيرة المثيرة:
على شكل سمكة أنبعثُ
تُطوّقني نوارس تكشفُ لي :
أني لستُ من صُلب اللهب
لستُ التي عاشرها الحطب
لستُ أنا أنا
فمن أنا ؟
يا أنا ؟
سؤال الأنا سؤال وجودي يعبر عن القلق والحيرة التي تنتاب الإنسان في لحظات صفو، وفي لحظات اضطراب.
يقيد النص الذات بالسؤال، ليفتحه على رحابة الأسئلة وتعددها، فلا وجود لجواب محدد، إذ الذات لا تستهويها تلك المعلبة والجاهزة، ولا تركن إلى المحدد؛ فهي باستمرار في البحث عن ذاتها، واستمرار البحث تعبير عن التجدد، ومسكونة بالتغيير، حيث إن السؤال المؤرق يبقى فتوحا على الحاضر كما على المستقبل، يتجدد بتجدد الزمان وتواليه..
وإلى جانب التضاد، نجد التدوير كتقنية تبوح بالرغبة في الصمود، والإصرار على الحياة، تقول:
و كتبتُ سرابي
حينما لمحتُ الهوّة
بيني و بين اسمي
و الغيم المدفون في جسدي
كان أكبر مني
لهذا خنتُ اسمي
و كتبتُ سرابي ....
فالتدوير في كتابة النص. هو بمثابة عناد ومكابرة وإصرار.
كما أن قصائد الشاعرة تنمو بليونة، وتتابع أحداثها بسلاسة لتبلغ القفلة المدهشة، التي تمنح القارئ لذة وفي الآن نفسه تحثه على إعادة القراءة للقبض على الدلالات المنفلتة، كما في قولها:
هنا سكر خيالي
برائحة من عبروا
كأنني لستُ من هناك
لا ذاكرة تشغلني
غير هذا السحر
المعجون برذاذ الآلهة .
الجانب الحضاري والشعور بالحنين لفترة زمنية مزدهرة صارت من الماضي المتحسر عليه:
الخيرا لدا
أيقونة في عراء إشبيلية
نشوة خالدة
تُغريك بالطواف
مع اليمام *
فالخيرالدا رمز تاريخي ومعلمة حضارية توقظ الحنين، وتنبت في النفس الحسرة والندم:
ألخيرالدا توقظ الحنين
الأحلام الناعسة
الذاكرة المطرودة
المسافة بين الهُنا و الهناك
وقد أفردت حيزا مهما من ديوانها للخيرالدا كدليل على حسرتها وتعبيرا عن رفضها لواقعها المتردي؛ فاستدعاء الماضي لم يكن بغرض الوقوف عنده والبكاء عليه بل لتحفيز الهمم واستنهاضها للخروج من التردي وإعادة بناء الذات وتقويتها؛ فمن صنع تلك المعجزات في الماضي قادر على اجتراحها في الحاضر، بشرط توفر الشروط المؤدية إلى التقدم.
على سبيل الختم:
هل يمكن القول إن الشاعرة اعتمدت على شعر الومضة كاختيار فني وجمالي وفكري،على اعتبار أن الومضة هي اقتناص اللحظات الهاربة والقبض على اللامكرر لتمرير تصورها للحياة والوجود؟
من خلال ما سبق، يمكن التأكيد على صحة الطرح، وجواب شاف على أن الشاعرة اختارت بوعي قصيدة الومضة؛ لأنها منصة تعبر من خلالها وبأقل تكلفة لغوية عما يشغل بالها فنيا وجماليا ودلاليا.
يمكن القول إن فاطمة الزهراء بنيس صائدة الدهشة، تقول:
كلّ هذا النعيم
من جحيم جرح
سقط في هاوية
شبيهة بالسماء .
تحضر الدهشة في نصوصها ذاتها، مرفوقة بخيال مجنح وخلاق، ترسم تشظيها، وتسمح بحضور الانزياح السامي؛ نصوص قصيرة لكنها بعلو كعب المطولات، تتعاورها جدلية الصمت والكلام؛ وهي تدرك بعمق فضيلة خير الكلام ما قل ودل. هذه الشاعرة تكتب بأنامل عاشقة، تستدرج الكلمات في حبالها المورقة لتنجب حروفا ملتهبة بنار الشعر المولد للدهشة، والجالب للمتعة. لا تفتأ تبهرني بنصوصها المشرقة، القصيرة لفظا الرحبة دلالة. فاطمة الزهراء بنيس شاعرة قناصة المعاني بأقل الكلمات، بنيس شاعرة الدهشة وصاحبة الشذرات المنفلتة. شاعرة تستحق المتابعة والقراءة والدراسة، تسمعونها تقول:
ها أنا ذي أستحمّ بالغيوم
و المسافة بيني و بين اليقظة
سراب
خياطة كلمات بدقة ومهارة، لا توجد كلمة واحدة في غير محلها، تصنع الرشاقة بأقل الكلمات، لكنها منفتحة على فساحة السماء. تختار ما يقال بالكلمات الدالة والمعبرة. نصوصها ومضات ساطعة اللمعان، قوية التأثير، وملهمة. أكتفي بهذا، وأفسح لكم المجال لاكتشافها والغرق في حروفها الممتعة؛

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى