مات الهواء بعيدا عنك!

مات الهواء في ذاكرةٍ بعيدة جدا
بعد أن عاش محبوسا في اللاشيء
مات الهواء الذي عاش على مسافةٍ من أحلام الطفولة.
مات الفراغ الذي كان يقرأ كتاب اللامنتمي
مات الهواء الذي كان يمشي بين السطور حافيا
ويسهر مجانا على الذكريات الحزينة.
مات الصدى وهو يربي المعنى على حسابه الخاص.
ماتت الشجرةُ الوحيدةٌ أيها العصفور
مات المجاز الذي كنا نسميه "الأبد "
وحده الهواء الذي كان يحبها على أعصابه الآن
يبحث عن منطاد يسمو به على الجراح
الهواء الذي خسر ارتداد الصدى
وليس لديه يومٌ تالٍ
ولا شجرةٌ تحلمُ له بيومٍ جديد ليغني
أو تحلم بالنيابة عنه بسماء نظيفة
ووطنٍ خالٍ من اللافتات.
الهواء وحده الآن يبحث عن عُشٍّ؛
ليُهدهد زمناً ما يزال يبكي في البيضة!
والعصفورُ الذي نجا من طلقةٍ جائعة
هرب من موته بالأمس
ومايزالُ يطير في مخيلة الصياد،
وهو ينقرُ قلبَ الشجرة!
ولايسأل المُطلق: مَنْ وُجِد أولاً
البيضةُ أم الصدفة!
أم شجرة اللاشيء ؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى